للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقالت ابنة عم النعمان بن بشير (١) ترثي زوجها:

وحدَّثني أصحابُه أنَّ مالكاً ... أقام ونادَى صَحْبُهُ برَحيلِ

وحدَّثني أصحابُه أنَّ مالكاً ... ضَروبٌ بنصل السيفِ غيرُ نكولِ

وحدَّثني أصحابُه أنَّ مالكاً ... جَوَادٌ بما في الرَّحْل غيرُ بخيل

وحدَّثني أصحابُه أنَّ مالكاً ... خفيفٌ على الحُدَّاثِ غيرُ ثقيل

وحدَّثني أصحابُه أنَّ مالكاً ... صَرُومٌ كماضي الشفرتين صقيلِ

وهذا المعنى أكثر من أن نحصيه. (٢)

وذكر الحسين أنه كذلك لتأكيد الحجة وهذا كاد أن يكون مجمعاً عليه.

قال القرطبي: " فالتكرير في هذه الآيات للتأكيد والمبالغة في التقرير، واتخاذ الحجة عليهم بما وقفهم على خلق خلق " (٣).

وذكر الزركشي أن من فوائد التكرير تعدد المتعلق، وقال: " كما في قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} فإنها وإن تعدَّدت، فكل واحد منها متعلق بما ... قبله، وإن الله تعالى خاطب بها الثقلين من الإنس والجن وعدّد عليهم نعمه التي خلقها لهم فكلما ذكر فصلاً من فصول النعم طلب إقرارهم واقتضاهم الشكر عليه، وهم أنواع مختلفة، وصور شتى .. (٤)

وفي كتاب (أسرار التكرار في القرآن): " كرر الآية إحدى وثلاثين مرة ثمانية منها ذكرت عقيب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ الخلق ومعادهم ثم سبعة منها عقيب آيات فيها ذكر النار وشدائدها على عدد أبواب جهنم وحسن ذكر الآلاء عقيبها؛ لأنَّ في صرفها ودفعها نعماً توازي النعم المذكورة، أو لأنها حلت بالأعداد وذلك بعد أكبر النعماء

وبعد هذه السبعة ثمانية في وصف الجنان وأهلها على عدد أبواب الجنة الثمانية أخرى بعدها للجنتين اللتين دونهما فمن اعتقد الثمانية الأولى وعمل بموجبها استحق كلتا الثمانيتين من الله ووقاه السبعة السابقة والله تعالى أعلم " (٥).


(١) النعمان بن بشير: بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، له ولأبويه صحبة، سكن الشام، ثم ولي إمارة الكوفة، قتل بحمص سنة (٦٥ هـ)، ينظر: السير (٣/ ٤١١)، التقريب (٧١٥٢).
(٢) أمالي المرتضى ١/ ١٤١/ ١٤٣/ ١٤٤
(٣) تفسيره ١٧/ ١٣٩.
(٤) البرهان ٣/ ١٨.
(٥) للكرماني ص: ١٩٨ وينظر فيما قاله غيره: البرهان ٣/ ١٩ ..

<<  <   >  >>