للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الفراء: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به. (١)

وقريبٌ من قول الفراء هذا قول الحسين السابق، ولعل الأولى ـ والله أعلم ـ جواز كل ما ذُكر في معنى الآية.

وقد أخبر جَلَّ ثناؤه ـ أنه لا يمس الكتاب المكنون إلا المطهرون فعم بخبره المطهرين، ولم يخصص بعضاَ دون بعض فالملائكة من المطهرين والرسل والأنبياء من المطهرين وكل من كان مطهراً من الذنوب فهو مما استثني دخل في قوله {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (٢) وظاهر الآية متعلق بالمسِّ الحسي فنبهت على أنه لا يجوز أن يمس القرآن إلا طاهر.

مع العلم أن تفسير الحسين رحمه الله السابق يدخل في باب الإشارة والقياس، وهذا ما ذهب إليه ابن القيم، فقال: " ودلَّت الآية بإشارتها وإيمائها على أنه لا يدرك معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة وحرام على القلب المتلوث بنجاسة البدع والمخالفات أن ينال معانيه وأن يفهمه كما ينبغي .. " (٣)


(١) ينظر: معاني القرآن ٣/ ١٣٠.
(٢) ينظر: تفسير الطبري ٢٧/ ٢٤١.
(٣) التبيان في أقسام القرآن ص: ١٤٤.

<<  <   >  >>