للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الخطابي: " الأول هو السابق للأشياء كلها ... الآخر هو الباقي بعد فناء الخلق، وليس معنى الآخر ماله الانتهاء، كما ليس معنى الأول ماله الابتداء، فهو الأول والآخر وليس لكونه أولُ ولا آخرُ. (الظاهر) هو الظاهر بحججه الباهرة وبراهينه النيرة وبشواهد أعلامه الدالة على ثبوت ربو بيته وصحة وحدانيته ويكون الظاهر فوق كل شيء بقدرته، وقد يكون الظهور بمعنى العلو، ويكون بمعنى الغلبة .. (الباطن) هو المحتجب عن أبصار الخلق وهو الذي لا يستولي عليه توهم الكيفية، وقد يكون معنى الظهور والبطون احتجابه عن أبصار الناظرين وتجليه لبصائر المتفكرين ويكون معناه: العَالم بما ظهر من الأمور والمطلع على ما بطن من الغيوب " (١)

وقال البيهقي في (الاعتقاد): " الأول هو الذي لا ابتداء لوجوده، الآخر هو الذي لا انتهاء لوجوده .. الباطن هو الذي لا يستولي عليه توهم الكيفية وقد يكون الظاهر بمعنى العالم بما ظهر من الأمور، والباطن بمعنى المطلع على ما بطن من الغيوب وهما من صفات الذات " (٢)

وفي نونية ابن القيم:

هُوَ أَوَّلٌ هُوَ آخرٌ قَادرٌ مُتَكَلِّمٌ ... هُوَ بَاطِنٌ هيَ أَرْبَعٌ بِوزَانِ

مَا قَبْلَهُ شَيْءٌ كَذَا مَا بَعْدَهُ ... شَيْءٌ تَعَالى الله ذُو السُّلْطَانِ

مَا فَوْقهُ شَيْءٌ كَذَا مَا دُونَهُ ... شَيْءٌ وَذَا تَفْسيُر ذي الْبُرْهَان

فَانْظُرْ إلَى تَفْسيرِه بِتَدَبُّرٍ ... وتَبَصُّرٍ وَتَعَقُّلٍ لمَعَانِ

فَانْظُرْ إلَى مَا فِيهِ مِنْ أنْوَاعِ مَعـ

ــ ... ــــــرِفَةٍ لِخَالقِنَا الْعَظِيمِ الشَّانِ (٣)

فهذه أربعة أسماء متقابلة في الزَّمان والمكان، تفيد إحاطة الله سبحانه وتعالى بكل شيء أولاً وآخراً، وكذلك في المكان، ففيه الإحاطة الزمانية والإحاطة المكانية. (٤)


(١) شأن الدعاء ص: ٨٧ - ٨٨.
(٢) ص: ٦٣ - ٦٤.
(٣) ينظر في الأبيات وشرحها: شرح العقيدة النونية للشيخ هرَّاس ٢/ ٧٢ - ٧٥
(٤) ينظر في هذا وفي فوائد تتعلق بالآية: شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين ٢/ ١٨٠ - ١٨٣.

<<  <   >  >>