للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والثاني: عبارة من الرَّذائل كالجهل والجبن والبخل والنفاق، وغيرها من الرذائل الخلقية (١).

وتفسير المرض عند أهل الوجوه والنظائر على أربعة أوجه: وهي الشك، والفجور والجراح، والمرض بعينه. (٢)

والمراد بالمرض هنا ـ والعلم عند الله ـ النفاق.

قال الزمخشري: " فإن قلت: كيف ذكر الذين في قلوبهم مرض وهم المنافقون، والسورة مكية ولم يكن بمكة نفاق، وإنما نجم بالمدينة؟ قلتُ: معناه وليقول المنافقون الذين ينجمون في مستقبل الزمان بالمدينة بعد الهجرة " (٣).

وقد فهم الحسين أنه مجرد الشك، فالمرض في هذه الآية الخلاف وهو الاضطراب وضعف الإيمان، كما ذكره ابن عطية وغيره.

قال ابن عاشور: " والمرض في القلوب: هو سوء النية في القرآن والرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهؤلاء هم الذين لم يزالوا في تردد بين أن يسلموا وأن يبقوا على الشرك .. وليس المراد بالذين في قلوبهم مرض المنافقون؛ لأن المنافقين ما ظهروا إلا في المدينة بعد الهجرة والآية مكية ". (٤)

والذي فهمه السلف من قوله {وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أنه النفاق كالطبري (٥) والسمرقندي (٦) والبغوي (٧) وابن كثير (٨) وغيرهم.

وهذا الفهم منهم هو أخص من مجرد الشك، وهذا الذي أميل إليه في تفسير الآية وعليه ففهم الحسين للآية فهمٌ خاصٌّ به.


(١) المفردات ص: ٤٦٩ وينظر: نفس المصدر في أسباب تشبيه النفاق وغيره بالمرض.
(٢) ينظر: الأشباه والنظائر ص: ١٠١/ ١٠٢ وإصلاح الوجوه والنظائر ٤٣٢/ ٤٣٣.
(٣) الكشاف ٤/ ٦٥٢ وينظر: تفسير القرطبي ١٩/ ٨٠ والبحر المحيط ٨/ ٣٦٩ وتفسير أبي السعود ٩/ ٦٠ وروح المعاني ٢٩/ ١٢٧.
(٤) التحرير والتنوير ٢٩/ ٢٩٥.
(٥) ينظر: تفسيره ٢٩/ ١٩٢.
(٦) ينظر: تفسيره ٣/ ٤٩٤.
(٧) ينظر: تفسيره ٤/ ٥٠٦.
(٨) ينظر: تفسيره ٤/ ٤٤٤.

<<  <   >  >>