للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: قول المرجئة (١) وهو أن الإيمان (إقرار باللسان وتصديق بالجنان).

الثالث: قول الكرامية (٢) وهو أنَّ الإيمان (إقرار باللسان).

الرابع: قول الجهمية (٣) وهو أنَّ الإيمان (المعرفة بالقلب).

ويلزم من قول الجهمية أن فرعون وقومه كانوا مؤمنين فإنهم عرفوا صدق موسى عليه السلام: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} [الإسراء: ١٠٢] بل إبليس يكون عند الجهميَّة مؤمناً كامل الإيمان فإنه لم يجهل بربه بل هو عارفٌ به {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الحجر: ٣٦].

وعلى قول الكرامية: فالمنافقون عندهم مؤمنون (٤) وعلى قول المرجئة يكون أبو طالب مؤمناً.

وعلى هذه الأقوال الثلاثة الأخيرة تسقط التكاليف الشرعية (٥).

وذهب بعض الأشاعرة إلى القول بأن الإيمان هو التصديق بالقلب وهو المنسوب إلى الحسين، وهو تفسير لبعض الإيمان وليس هو التفسير الصحيح للإيمان عند أهل السنة والجماعة فهذا المذهب مخالف لأهل السنة.


(١) سموا بهذا، لأنهم يؤخرون العمل عن النية وعقد القلب، ويقولون: لا تضر معصية مع الإيمان كما لا تنفع مع كفر طاعة، وهم أربعة فرق: مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، والمرجئة الخالصة. ينظر: مقالات إسلامية ١/ ٢١٣ والملل والنحل ١/ ١٨٦١.
(٢) أصحاب أبى عبد الله محمد بن كرَّام، وهو ممن يثبت الصفات إلا أنه ينتهي إلى التجسيم والتشبيه، وهم طوائف بلغ عددهم إلى اثنتي عشرة فرقة، وهم يزعمون أنَّ الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب، وأنكروا أن تكون معرفة القلب أو شيء غير التصديق باللسان إيماناً.
ينظر: مقالات الإسلاميين ١/ ٢٢٣ والملل والنحل ١/ ١٤٤.
(٣) هم أتباع جهم بن صفوان الذي قال بالإجبار، وأنكر الاستطاعات كلها، ونفى الصفات، وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، ومخازيه كثيرة، ظهرت بدعته بترمذ وقتله سالم المارني بمرو في آخر ملك بني أمية. ينظر: الفرق بين الفرق ص: ١٩٩ والملل والنحل ١/ ١٠٩.
(٤) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية للإمام ابن أبى العز ٢/ ٤٥٩ إلا في قول المرجئة ينظر حاشية شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ٤/ ٩١١.
(٥) ينظر: حاشية شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ٤/ ٩١١.

<<  <   >  >>