للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسألة الثالثة: نوع الاستفهام في الهمزة:

ولكي يتبين معنى الكلام المضمر عند الحسين يعرف أولاً: نوع الاستفهام في الهمزة.

قيل: إنها على بابها للاستفهام المحض (١) قاله ثعلب (٢) وقدره (أتجعل هذا الخليفة على طريقة من تقدم من الجن أم لا) (٣).

وفسره الحسين بن الفضل أي (أم تجعل فيها من لا يفسد) (٤).

قال الآلوسي: وقيل استفهام محض حذف فيه المعادل أي (أتجعل فيها من يفسد) أم تجعل فيها من لا يفسد (٥).

وقدره غيرهما (٦) بقوله (ونحن نسبح بحمدك أم نتغير) (٧).

قال أبو البقاء (٨): " وقيل استفهموا عن أحوال أنفسهم: أي أتجعل فيها مفسداً ونحن على طاعتك أو نتغير (٩) "فيكون المعادل هنا من الجملة الحالية (ونحن نسبح بحمدك) (١٠)


(١) ينظر: المحرر الوجيز ١/ ١١٧، تفسير القرطبي ١/ ٣١٦، البحر المحيط ١/ ٢٩٠، الدر المصون ١/ ١٧٧
(٢) أحمد بن يحيى الشهير بـ (ثعلب): بن يزيد الشَّيباني مولاهم، أبو العباس البغدادي، إمام النحو، له: الفصيح، القراءات، معاني القرآن، توفي سنة (٢٩١ هـ)، ينظر: السير (١٤/ ٥)، بغية الوعاة (١/ ٣٩٦).
(٣) البحر المحيط ١/ ٢٩٠، وينظر: المحرر الوجيز ١/ ١١٧، وتفسير القرطبي ١/ ٣١٦.
(٤) د روى ابن أبى حاتم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، قال: (كان الجنُّ بنو الجان في الأرض قبل أن يُخلق آدمُ بألفي سنة فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء فبعث الله جنداً من الملائكة وضربوهم حتى ألحقوهم بجزائر البحور، فقال الله للملائكة {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} قال " {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}) تفسير ابن حاتم ١/ ١٠٩ ت: د/ أحمد الزهراني، وينظر: تفسير ابن كثير ١/ ٧٠.
(٥) ينظر: البحر المحيط ١/ ٢٩٠.
(٥) روح المعاني ١/ ٢٢١.
(٦) أي غير ثعلب والحسين.
(٧) ينظر: البحر المحيط ١/ ٢٩٠ وذكر نحوه ابن الجوزي في زاد المسير ١/ ٦٠ والألوسي في روح المعاني ١/ ٢٢١.
(٨) أبو البقاء العكبري: عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين العكبري ثم البغدادي الأزجي أبو البقاء الضرير الحنبلي، العلامة النحوي، صاحب التصانيف، له: تفسير القرآن، إعراب ... القرآن،، وغيرهما، توفي (٦١٦ هـ)، ينظر: السير (٢٢/ ٩١) بغية الوعاة (٢/ ٣٨).
(٩) إملاء ما من به الرحمن ١/ ٢٨.
(١٠) ينظر: البحر المحيط ١/ ٢٩٠.

<<  <   >  >>