للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسألة الثانية:

ما أول سن للكهولة؟

اختلف في أولها، فقيل: ثلاثون، وقيل اثنان وثلاثون، وقيل: ثلاث وثلاثون، وقيل خمسة وثلاثون، وقيل: أربعون عاماً (١).

المسألة الثالثة:

الموقع الإعرابي لقوله (وكهلاً):

اختلف أهل العربية فيه: هل هو حال من الضمير في يكلم أي (يكلمهم صغيراً وكبيراً) (٢).

قال الزجاج: ويكلم الناس كهلا (٣) أو (وكهلاً) معطوف على قوله ... (وجيهاً) (٤) قال الفراء: والكهل مردود على الوجيه. (٥)

المسألة الرابعة:

تكلم عيسى ـ -عليه السلام- ـ في المهد معجزة فما الفائدة من ذكر تكلمه حال الكهولة؟

والجواب من وجوه:

قال البخاري: قال مجاهد: الكهل، الحليم (٦).

وقيل: المراد منه بيان كونه متقلباً في الأحوال من الصبا إلى الكهولة، ويتغير بمرور الأزمنة عليه ولو كان كما قال الملحدون فيه (أنه إله) لما جاز ذلك عليه (٧) وروى ابن جرير معناه عن (محمد بن جعفر بن الزبير) (٨).

وقال الأصم (٩): أنه يبلغ حد الكهولة (١٠) قال قتادة والربيع: (يكلمهم صغيراً ... وكبيراً) (١١).


(١) البحر المحيط ٢/ ٤٧٥ وينظر: تاج العروس (كهل) والدر المصون ٢/ ٨٩.
(٢) ينظر: تفسير الطبري ٣/ ٣٢٠ والكشاف ١/ ٣٦٤ والبحر المحيط ٢/ ٤٨٣ والدر المصون ٢/ ٩٧.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ١/ ٤١٢ وينظر: إعراب القرآن للنحاس ١/ ١٥٩.
(٤) ينظر: مشكل إعراب القرآن ١/ ١٦٠ والبيان في غريب إعراب القرآن ١/ ٢٠٤ والبحر المحيط ٢/ ٤٨٣ والدر المصون ٢/ ٩٧
(٥) معاني القرآن ١/ ٢١٣ وينظر: إعراب القرآن للنحاس ١/ ٥٩ قال أبو حيان: "ومن زعم أن (وكهلاً) معطوف على (وجيها) فقد أبعد ". ٢/ ٤٨٣.
(٦) صحيح البخاري (كتاب: أحاديث الأنبياء، باب قوله تعالى: إذ قالت الملائكة .. ) ص: ٥٧٨.
(٧) ينظر: تفسير الطبري ٣/ ٣١٩ وتفسير الرازي ٨/ ٤٦ وتفسير الببضاوي وحاشيته لشيخ زاده ٣/ ٦٧ والبحر المحيط ٢/ ٤٨٣.
(٨) ينظر: تفسير الطبري ٣/ ٣١٩.
(٩) ينظر: تفسير الرازي ٨/ ٤٦، والأصم هو محمد بن يعقوب بن يوسف بن سنان الأموي الأصم، أبو العباس، الإمام الثقة، محدث الشرق، لم يختلف أحد في صدقه وصحة سماعاته، توفي سنة (٣٤٦ هـ). ينظر: السير (١٥/ ٤٥٢)، طبقات الحفاظ (ص: ٣٥٥).
(١٠) ينظر: المصدر السابق ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٤١٢ ومعاني القرآن للنحاس ١/ ٤٠١ وتفسير البغوي ١/ ٣٥٢ والمحرر الوجيز ١/ ٤٣٧ وتفسير القرطبي ٤/ ٩٢ والبحر المحيط ٢/ ٤٨٣ وحاشية الشهاب على تفسير البيضاوي ٣/ ٥٢.
(١١) رواه عنهما ابن جرير في تفسيره ٣/ ٣١٩.

<<  <   >  >>