للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك "المأثم" يذهب الناس إلى أنه المصيبة، ويقولون كنا في مأتم وليس كذلك إنما المأتم النساء يجتمعن في الخير والشر والجمع مآتم، والصواب أن يقولوا كنا في مناحة، وإنما قيل لها مناحة من النوائح لتقابلهن عند البكاء، يقال الجبلان يتناوحان، إذا تقابلا، وكذلك الشجر. ويأتي ابن قتيبة بالشاهد من شعر العرب فيأتي بذكر أبي عطاء السندي:

عشية قام النائحات وشققت ... جيوب بأيدي مأتم وخدود

أي بأيد نساء، أو قول الآخر وهو أبو حية النميري:

رمته أناة من ربيعة عامر ... نؤوم الضحى في مأتم أي مأتم١

ومن ذلك "الظل والفيء" يذهب الناس إلى أنهما شيء واحد، وليس كذلك؛ لأن الظل يكون غدوة وعشية ومن أول النهار إلى آخره. والفيء لا يكون إلا بعد الزوال، ولا يقال لما قبل الزوال فيء. وإنما سمي بالعشي فيئًا؛ لأنه ظل فاء من جانب إلى جانب أي رجع عن جانب المغرب إلى جانب المشرق. ويستشهد ابن قتيبة بالآية الكريمة: حتى تفيء إلى أمر الله، أي ترجع إلى أمر الله، ويردف بمجموعة من أبيات الشعراء الجاهليين والإسلاميين كشواهد موثقة لقوله.

وفي باب آخر من أبواب الكتاب تقع العين على أصول أسماء الناس، فالذين يسمون بأسماء النبات منهم:

ثمامة: واحدة الثمام وهي شجر ضعيف له حوض أو شبيه بالحوض.

طلحة: واحدة الطلح وهي شجر عظام من العضاه.

علقمة: واحدة العلقم، وهو الحنظل.

وفي باب "المسمون بأسماء السباع" نجده يذكر:

حيدرة: الأسد، ومنه قول علي كرم الله وجهه: "أنا الذي سمتني أمي حيدرة".

أسامة: الأسد.

نهشل: الذئب.

ذؤالة: الذئب.

كلثوم: الفيل.


١ أدب الكاتب "ص١٣".

<<  <   >  >>