للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سل المفتي المكي هل في تزاور ... ونظرة مشتاق الفؤاد جناح

فقال: معاذ الله أن يذهب التقى ... تلاصق أكباد بهن جراح

أو ما ينسبه إلى بعض المحدثين:

تلاصقنا وليس بنا فسوق ... ولم يرد الحرام بنا اللصوق

ولكن التباعد طال حتى ... توقد في الضلوع بنا حريق

فلما أن أتيح لنا التلاقي ... تعانقنا كما اعتنق الصديق

وهل حرجًا تراه أو حرامًا ... مشوق ضمة كلف مشوق

وكل طرائف المبرد الشعرية على فكاهتها، لا تخدش حياء، ولا تخرج عن جادة الحديث المنعش المشروع.

١٢ - هذا والكتاب مليء من أوله إلى آخره بالأخبار القصيرة الكيسة، المتسمة بالحكمة، الفريدة في غرابتها ومدلولها وهدفها، المتصلة بأعلام العرب والمسلمين، بحيث تشكل زادًا علميًّا، ورصيدًا ثقافيًّا، وخلفية تاريخية لكل من يقرأ الكتاب. هذا فضلًا عن الموضوعات التي عمد المبرد عمدًا إلى تناولها، وقصد قصدًا إلى علاجها، بحيث يجعل من كتابه واحدًا من أنفس كتب العربية وأمتعها على زمانه وإلى أزمان أخرى تالية يثقف النفس ويهذب الروح ويصقل العقل، ويوسع الأفق وينمي في الإنسان ملكة حب المعرفة وتعشق قضايا حصيلة التراث القومي.

<<  <   >  >>