للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومهما كان الأمر فإن أبا حيان عاش نيفًا وثمانين عامًا في شظف من العيش ومرارة الحرمان، ربما كان هو نفسه مسئولًا بعض الشيء عن ذلك، وتوفي سنة ٤٠٠هـ ووصل إلينا من كتبه حتى الآن:

١- الإمتاع والمؤانسة.

٢- الصداقة والصديق.

٣- المقابسات.

٤- الإشارات الإلهية.

٥- البصائر والذخائر.

٦- الهوامل والشوامل.

٧- مثالب الوزيرين، أو أخلاق الوزيرين.

وكل هذه الكتب مطبوعة منشورة، وكلما ظهر له جديد من تلك الكنوز المخطوطة، التي لا تزال مدفونة في المكتبات الخاصة متفرقة من العالم سارع العلماء إلى تحقيقها ونشرها.

كتاب الإمتاع والمؤانسة:

إن لهذا الكتاب من عنوانه نصيبًا كبيرًا، فهو يمتع قارئه بما حوى من أدب وعلم" ويؤنسه بما ضم من طرف وحوار.

لقد صنفنا هذا الكتاب مع مجموعة الأمالي والمجالس؛ لأنه تسجيل لأحاديث وأمالٍ ومحاضرات، ومناقشات ألقيت في أربعين ليلة، ألقاها أبو حيان على مسامع أبي عبد الله الحسين العارض بن أحمد بن سعدان وزير صمصام الدولة بن بويه في بغداد.

لقد كان ذلك العصر عصر الندوات العلمية الدائمة التي تعقد في قصور الأمراء والوزراء، ومن أشهر هذه الندوات، ندوة عضد الدولة بن بويه في شيراز، وندوة ابن العميد في الري، وندوة الصاحب بن عباد في أصبهان، وندوة الوزير المهلبي في بغداد، وقد سبقتها في بغداد، ندوة ابن سعدان هذا الذي وزر لصمصام الدولة لمدة ثلاث سنوات على وجه التقريب بين ٣٧٣، ٣٧٥هـ.

لقد كانت ندوة ابن سعدان تضم عددًا من مشاهير الأدباء، والفلاسفة، والشعراء، والرياضيين منهم ابن زرعة الفيلسوف، ومحمد بن محمد بن يحيى اليوزجاني المعروف بأبي الوفاء المهندس نابغة الهندسة والرياضة، وأبو سعد بهرام بن أردشير، ومسكويه عالم الأخلاق، وابن شاهويه، وابن حجاج الشاعر الماجن، وأبو عبيد الخطيب الكاتب. وأخيرًا

<<  <   >  >>