للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد بنيت لك حائطًا يبقى مائة سنة، فبينما هم كذلك اهتز الحائط وسقط، فقال جحظة: هذا عملك الحسن؟ قال: فأردت أن يبقى ألف سنة؟!! قال: لا، ولكن كان يبقى إلى أن تستوفى أجرتك.

ومن الطرف الشعرية التي ختم بها أبو حيان إحدى لياليه روايته هذه الأبيات:

إذا استمتعت منك بلحظ طرفي ... حيى نصفي ومات عليك نصفي

تلذذ مقلتي ويذوب جسمي ... وعيشي منك مقرون بحتفي

فلو أبصرتني والليل داجٍ ... وخدي قد توسط بطن كفي

ودمعي يستهل من المآقي ... إذن لرأيت ما بي فوق وصفي

إن كتاب الإمتاع والمؤانسة -حسبما وصفه أستاذنا أحمد أمين- أشبه شيء بألف ليلة وليلة ولكنها ليست ليالي للهو والطرب وكيد النساء ولعب الغرام، إنما هي ليالٍ للفلاسفة والمفكرين والأدباء١.


١ الإمتاع والمؤانسة: المقدّمة.

<<  <   >  >>