للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدت لي أمارات من الغدر شمتها ... أظن رواياها ستمطركم دما

وما يعلم العالي متى هبطاته ... وإن سار في ريح الغرور مسلما

أتهضمني حقًّا تراه مؤخرًا ... بحكم إلهي حين صرت مقدمًا

سننت انتقاض العهد فاصبر لمثله ... بنقضك من عهدي الذي كان أُبرِما

وكأنما أحس المرزباني أن صفات عيسى ومكانته قد تحجبه عن عالم الأدب كواحد من أجود الذين يقولون شعرًا في العربية فحرص على أن يورد له أكثر من أنموذج شعري، ولكنه شعر مرتبط بحياة الشاعر السياسية والحربية والمحنة التي حلت به بإقصائه عن ولاية العهد وبالتالي عن تولي الخلافة، فمن قوله هذا الذي يضعه في صف الشعراء الفرسان الفحول:

صليت بنار الحرب آلام لفحها ... ولم يصلها منصورها ونصيرها

أقاتل عنهم عصبة ما أردتها ... بسوء، كبيرٌ في العيون صغيرها

أقطِّع أرحامًا علي أعزةً ... وأسدي مكيداتٍ لها وأنيرها

فلما وضعت الأمر في مستقره ... ولاحت به شمس تلألأ نورها

دفعت عن الحق الذي أستحقه ... وسارت بأوساق من العذر عِيرها١

ويمضي المرزباني في التعريف بشعرائه ممن تبدأ أسماؤهم بحرف العين فيذكر سبعة شعراء تحت اسم "العباس"، واثنين تحت اسم "عتبة"، وثلاثة تحت اسم "عتاب" بينهم بطبيعة الحال "عتاب بن ورقاء" ويذكر لعتاب بن ورقاء أسمى قصائده، وهل هناك أسمى من وصف القلم. إن المرزباني يورد لعتاب بن ورقاء قصيدته في وصف القلم التي منها٢:


١ المصدر "٩٦، ٩٧".
٢ المصدر "ص١٠٧".

<<  <   >  >>