للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لإعجابه الشخصي بشعرهم حسبما فعل مع ابن الرومي، أو علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم، أو علي بن الجهم.

تلك ملاحظة هامة حول منهج المؤلف، وأما الملاحظة الثانية، فهي أن الأسماء التي تبدأ بحرفين اثنين هما العين والميم قد احتلت ثلاثمائة وخمسًا وسبعين صفحة من صفحات الكتاب البالغ عددها بضعًا وخمسمائة صفحة، احتل حرف العين مائة وثلاثًا وسبعين صفحة، واحتل حرف الميم مائتين واثنتين من الصفحات.

هذا ويبدو لنا أن الكتاب لم يطبع كاملًا، وأن ذلك الذي بين أيدينا منه إنما يشكل جزءًا من الكتاب وليس الكتاب كله، وإلا فأين الشعراء الذين تقع أسماؤهم بين الهمزة والظاء وهم من الكثرة بمكان، خاصة وأن المؤلف حاول أن يغطي بعمله الشعراء الجاهليين المخضرمين والإسلاميين، والأمويين، والعباسيين، هذا رأي عن لنا ونحن نقدم منهج المرزباني في معجم الشعراء، ربما قال قائل إنه من الجائز أن يكون المرزباني قد استغنى من ذكر عدد كبير من الشعراء؛ لأنه قدمهم في مؤلف آخر من مؤلفاته -وما أكثرها- ومن ثم فلم يرد أن يكرر نفسه في أكثر من مؤلف، فقد سبق القول بأنه ألف كتابًا عن الشعراء المشهورين المحدثين سماه "المستنير" يقع في عشرة آلاف ورقة أي خمسة آلاف صفحة من الحجم المتوسط بحروف المطبعة المعاصرة، بدأه بذكر بشار بن برد وانتهى به عند عبد الله بن المعتز.

غير أن هذا الافتراض يقع في جانب التخمين وهو على الأغلب غير صحيح؛ لأن الكتاب الذي بين أيدينا تنقصه مقدمة المؤلف، وكان المؤلفون الكبار -والمرزباني في مقدمتهم- يحرصون على أن يكتبوا مقدمات لكتبهم يوضحون فيها مقاصدهم ومناهجهم، ولقد فعل ذلك المرزباني في كتابه "الموشح" الذي سوف يأتي ذكره في مكانه من هذا الكتاب وكتب له مقدمة نفيسة ممتعة، ومن ثم فإننا نميل إلى الاعتقاد بأن ما بين أيدينا من "معجم الشعراء" ليس إلا نصف الكتاب وليس جميعه.

والحق أنه مهما كانت هناك من مآخذ أو هنات حول كتاب "معجم الشعراء" فإنه ينبغي الالتفات إلى أن المؤلف، قد عمد إلى منهجه عمدًا، إنه معجم وحسب، لم يقصد من خلاله أن يترجم للشاعر أو ينقده، فإنه تناول هذه الأمور في كتب أخرى له، تناول الترحمة في "المستنير" وتناول النقد في "الموشح" الذي هو بين أيدينا نرجع إليه عند الحاجة فنصيب منه نفعًا كثيرًا وفوائد جليلة.

<<  <   >  >>