بأعيان علمائها والمؤلفين في ميدانها، ويذكر أسماء الكتب التي ألفها هؤلاء العلماء كل في ميدانه، ويأتي على رأس هذا القسم من كتب التراجم كتاب الفهرست لابن النديم.
وأما القسم الثاني، فهو ما يتعلق بتراجم أعيان بلد بذاته بكل ما تعنيه كلمة "عين" من معنى، أي الرؤساء والوزراء والقضاة والفقهاء، والمحدثين والأدباء والشعراء والفلاسفة والمتصوفة والزهاد والنحاة والقواد ومن إليهم. وفي مقدمة كتب التراجم التي التزمت هذا المنهج من الترجمة لأعيان بلد بذاته كتاب "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي المتوفى سنة ٤٦٣هـ والذي سوف يأتي حديثه بعد قليل. ومنها أيضًا كتاب "در الحبب في تاريخ أعيان حلب" لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الحنبلي، المتوفى سنة ٩٧١هـ، وهناك كتب كثيرة التزمت هذا المنهج من التأليف المختص ببلد بعينه.
وأما القسم الثالث، فقد عمد المؤلفون فيه إلى التخصص في الترجمة لأعيان فئة بذاتها هي جماعة العلماء من لغويين، وأدباء، وإخباريين، وفلاسفة، وغيرهم من أصحاب المؤلفات وخير كتاب يمثل هذا الصنف من كتب التراجم، هو كتاب "معجم الأدباء لياقوت الرومي المتوفى سنة ٦٣٦هجرية، وسوف يأتي حديثه بعد قليل.
وأما القسم الرابع، من كتب التراجم فقد تحرر مؤلفوه من التخصص العلمي ومن المحدودية بالترجمة لأعيان بلد بذاته فانطلقوا يترجمون لجميع الأعيان منذ أن وجد الأعيان العرب والأعلام المسلمون إلى زمان المؤلف نفسه، ويأتي في مقدمة هذه الكتب كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان المتوفى سنة ٦٨١هـ. وكتاب "الوافي بالوفيات" لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة ٧٦٤هـ، وكتاب "فوات الوفيات" الذي يعتبر ديلًا على وفيات الأعيان، وقد قام على تأليفه محمد بن شاكر الكتبي المتوفى سنة ٧٦٤هـ وسوف نتحدث عنهؤلاء جميعًا ومناهج كتبهم تفصيلًا فيماهو قادم من قول.
وأما القسم الخامس من كتب التراجم، فهو الذي رأى فيه مؤلفوه أن يحددوا أعيانهم بقرن بذاته من حيث الزمن، ولكنهم يطلقون لأنفسهم العنان من حيث المكان، فهو إذ يحددون فترة زمان أعيانهم بقرن بذاته يساحون على مساحة الأرض الإسلامية، من أقصى الهند وحدود الصين شرقًا إلى حدود الأطلنطي والأندلس غربًا ملتزمين جميعًا الترتيب الهجائي عند عرض أسماءهؤلاء الذين تناولوا سيرتهم بالترجمة والتعريف، ويأتي في مقدمةهذا القسم الخامس في التخصص في الترجمة لأعيان القرون كتاب "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" لشيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني العالم الأجل الذي يعتبر واحدًا من ألمع وأعلم علماء زمانه المتوفى سنة ٨٥٢هـ، ومنها كتاب الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي المتوفى سنة ٩٠٥هـ، ومنها كتاب "الكواكب السائرة بأعيان