للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التكرار هناك، إلا النفر اليسير الذي دعت الضرروة إليهم، ودلتنا عنايتهم بالصناعتين عليهم، ففي هذين الكتابين أكثر أخبار الأدباء من العلماء والشعراء، وقصدت بترك التكرار، خفة محمله في الأسفار، وحيازة ما أهواه من هذا النشوار.

وهكذا يكون قد خص الأدباء، وكل من لهم بالأديب وشيجة، أو ربطتهم بالعلم مشاركة دون غيرهم بالترجمة، والرواية لهم والإخبار عنهم وذكر آثارهم العلمية، ومؤلفاتهم الأدبية الأمر الذي جعل هذا الكتاب من كتب التراجم متميزًا عن غيره بالتخصص، متفردًا عما سواه في نهجه وموضوعه.

ثانيًا: التزم ياقوت في ترتيب الأعيان والأدباء الذي ترجم لهم حروف المعجم التزامًا دقيقًا في الاسم، ثم في اسم الأب ثم في اسم الجد، فإن تطابقت الأسماء جعل التقدم في الذكر لمن تقدمت وفاته، وأما عن الأقطار والأمصار فلم يميز بين بلد وبلد ولا مصر ومصر، أو صقع وصقع وإنما ذكر أعيان الأدباء على امتداد رقعة العالم الإسلامي من أواسط آسيا شرقًا إلى شواطئ المحيط الأطلنطي غربًا من مغرب وأندلس، ويوضح ياقوت هذا النهج توضيحًا في قوله: "وجعلت ترتيبه على حروف المعجم، أذكر أولًا من أول اسمه "ألف" ثم من أول اسمه "باء" ثم "تاء" ثم "ثاء" إلى آخر الحروف، وألتزم ذلك في أول حرف من الاسم وثانيه وثالثه ورابعه، فأبدأ بذكر من اسمه "آدم" ألا ترى أن أول اسمه "همزة" ثم "ألف" ثم من اسمه إبراهيم؛ لأن اسمه "ألف" وبعد الألف "باء" ثم كذلك إلى آخر الحروف، وألتزم ذلك في الآباء أيضًا، فاعتبره، فإنك إذا أردت الاسم تجد له موضعًا واحدًا لا يتقدم عليه، ولا يتأخر عنه، اللهم إلا أن يتفق أسماء عدة رجال وأسماء آبائهم فإن ذلك مما لا حصر فيه إلا بالوفاة، فإني أقدم من تقدمت وفاته على من تأخرت، وأفردت في آخر كل حرف فصلًا أذكر فيه من اشتهر بلقبه على ذلك الحرف، من غير أن أورد شيئًا من أخباره فيه، إنما أدل على اسمه واسم أبيه، لتطلبه في موضعه، ولم أقصد أدباء قطر، ولا علماء عصر، ولا إقليم معين، ولا بلد مبين، بل جمعت للبصريين والكوفيين، والبغداديين، والخراسانيين والحجازيين، واليمنيين، والمصريين، والشاميين، والمغربيين، وغيرهم، على اختلاف البلدان، وتقارب الأزمان حسب ما اقتضاه الترتيب، وحكم بوضعه التبويب، لا على قدر أقدارهم في القدمة والعلم والتأخر والفهم٢.


١ معجم الأدباء: المقدمة "١/ ٤٨".
٢ المصدر: المقمة "ص٥١، ٥٢".

<<  <   >  >>