للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول فقط دون الاسم الثاني -أي اسم الأب- فإن أول من ترجم له هو إبراهيم بن حارثة ابن سعد بن ... النخع الفقيه الكوفي النخعي، والمترجم له الثاني هو إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان، والثالث إبراهيم بن أحمد إسحاق المروزي الشافعي، ولو كان ابن خلكان سار على مطلق الترتيب الهجائي المعجمي سيرًا سليمًا لكان اتبع ذلك في كل من اسم الشخص المترجم له ثم اسم أبيه وبالتالي يكون المترجم له الثالث إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزي مكان إبراهيم بن حارثة النخعي. وأما آخر من ترجم لهم، فهو يونس بن يوسف المخارقي.

وإذا كان المؤلف قد فاته هذا الترتيب الحديث فإنه يعوضنا بتدقيقه في ضبط الأسماء والكنى والألقاب، والنسب، وأسماء البلدان التي ترد متصلة بالمترجم له، أو بمكان مولده أو وفاته ضبطًا صحيحًا سليمًا وبذلك يسهم إسهامًا ذا أهمية وخطر في أن يحسن الدارس نطق الأعلام.

رابعًا: يذكر المؤلف الأحداث الكبرى والأمور ذات الخطر المتصلة بحياة المترجم، مكارمه إن كان حاكمًا ونماذج من شعره إن كان شاعرًا، وأخرى من كتابته إن كان كاتبًا، ومؤلفاته إن كان عالمًا وهكذا.

لقد كان لياقوت فضل كبير على العلم والعلماء حين نقل كثيرًا من صفحات مؤلفات ثمينة ضاعت مع الزمان، فحفظ لنا نماذج تعلن عن طبيعتها، وأسلوبها ومحتواها فيساعد بذلك المهتمين والمحققين.

وعلى سبيل المثال يذكر ابن خلكان في ترجمته لابن عبد البر أبي عمر يوسف بن عبد الله كتبه التي ألفها، ويذكر من بين كتبه كتاب "بهجة المجالس وأنس المجالس" وينقل منه ثلاث صفحات تفصح عن قيمة الكتاب١. لقد ظل قراء العربية يشتاقون إلى قراءة هذا الكتاب منذ عهد ابن خلكان حتى سنة ١٩٦٢م أي قبل نحو عشر سنوات حتى عثر عليه مخطوطًا ونشر الجزء الأول من أجزائه الثلاثة٢.

وهكذا نجد ابن خلكان حين يترجم لعين من الأعيان يورد أهم ما يتصل بشخصه من أحداث أو أخبار أو طرائف أو نصوص شعرية أو نثرية أو مؤلفات، وهو من الكتب العمد في التراجم العامة في المكتبة العربية.


١ وفيات الأعيان ترجمة "رقم ٨٣٧ جـ٧/ ٦٧" وما بعدها.
٢ قام الأستاذ محمد مرسي الخولي بتحقيق الجزء الأول ونشره في القاهرة ١٩٦٢.

<<  <   >  >>