للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنها مقدمة طويلة، أو هي بالأحرى دراسة منهجية تتعلق بالمنهج والوسيلة اللذين ينبغي للكاتب المؤلف أن يكون ملمًّا بهما منفذًا لهما، يستوي في ذلك كاتب التاريخ العام، أو كاتب تاريخ الأدب أو تاريخ الحديث.

ولما كانت كتب التراجم تأخذ صفة تاريخية؛ لأنها تؤرخ للأعلام، فإن صلاح الدين الصفدي يجعل الفصل الحادي عشر من مقدمته استعراضًا لأسماء كتب التاريخ، وهي: كتب تاريخ المشرق، كتب تاريخ مصر، كتب تاريخ المغرب، كتب تاريخ اليمن والحجاز، كتب التواريخ الجامعة، كتب تواريخ الخلفاء، كتب تواريخ الملوك، كتب تواريخ الوزراء والعمال، كتب تواريخ القضاة، كتب تواريخ القراء، كتب تواريخ العلماء، كتب تواريخ الشعراء، ثم كتب تواريخ مختلفة.

لقد سلك صلاح الدين الصفدي مسلك المثقفين من أصحاب التآليف حين عمد إلى التقديم لكتابه بشرح منهجه مقرونًا ببحث عن جوانب كتابة التواريخ.

هذا ويمكن أن نعرض لترتيب "الوافي بالوفيات" على النحو التالي:

أولًا: يقع الكتاب في ثلاثين مجلدًا، طبع منه حتى الآن ثمانية مجلدات تشتمل على ثلاثة آلاف وتسعمائة وإحدى عشرة ترجمة، وآخر التراجم المطبوعة هي ترجمة إسحاق جارية المتوكل وأم كل من المؤيد والموفق.

ثانيًا: يبدأ الكتاب حسبما ذكرنا بالترجمة لأعيان الأدب والتاريخ سالكًا ترتيب الحروف الهجائية المشرقية، غير أنه استثنى المحمدين من الأعيان، فجعل مكانهم في الكتاب يسبق جميع الأسماء، وذلك تبركًا باسم النبي صلى الله عليه وسلم، فيذكر من سموا محمدًا في الجاهلية. وأول من سموا محمدًا من أبناء المهاجرين وأبناء الأنصار، ثم يبدأ في ترجمة للرسول صلى الله عليه وسلم تستغرق نحوًا من أربعين صفحة١ يتبعها بالترجمة لمن اسم أبيه محمد من المحمدين، ثم لمن اسم أبيه وحده محمد من المحمدين، وهكذا حتى يصل إلى ترجمة العين المكون من خمسة محمدين اسمًا وأبًا وجدودًا.

هذا والجدير بالذكر أن عدد المحمدين الذين ترجم لهم الكتاب -باستثناء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- بلغ ألفين وثلاثمائة وواحدًا وخمسين عينًا من أعيان التاريخ حتى عصر المؤلف ملأت صفحات المجلدات الأربعة الأولى من الكتاب وثلاثة أرباع المجلد الخامس وآخره محمد بن يونس٢ المعروف بالشيخ جمال الدين الساوجي الزاهد شيخ الطريقة القرندلية.


١ الوافي بالوفيات "١/ ٥٦-٩٧".
٢ الوافي بالوفيات "٥/ ٢٩٣".

<<  <   >  >>