فيه مدن مملكة غرناطة وترجم لبعض أعيانها، وكتاب خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف" هو تعريف جغرافي أدبي اجتماعي ببعض بلدان الأندلس، وقد سبقت الإشارة إلى أن "نفاضة الجراب" هو بدوره من قبيل كتب الرحلات.
وفي السياسة ألف ابن الخطيب كتاب "الإشارة إلى أدب الوزارة" وترك رسالة في السياسة في شكل مقامة، كما ألف كتاب "بستان الدول" الذي يتحدث ابن الخطيب فيه عن السياسة، والقضاء، والحرب، وأنواع المهن، وأشتات الحرف، ومختلف الطوائف.
وألف ابن الخطيب في الطب كتابًا كبيرًا هو "عمل من طب لمن حب" يتحدث فيه عن الأمراض، وأسباب كل مرض وأعراضه وعلاجه والغذاء الذي يناسب المريض، كما يتحدث فيه عن أعضاء الجسم جميعًا حديثًا طبيًا، هذا فضلًا عن رسائل طبية كثيرة منها "المسائل الطبية" و"اليوسفي في الطب" و"رسالة تكوين الجنين" و"الرجز في عمل الترياق" و"الوصول لحفظ الصحة في الفصول" و"رجز الأغذية" و"البيطرة والبيزرة".
ولما اتهم القاضي النباهي ابن الخطيب، وهو في منفاه بالإلحاد رد عليه لسان الدين برسالة سماها "خلع الرسن في أمر القاضي أبي الحسن".
قد يتساءل المرء: كيف تأتي للسان الدين أن يكتب كل ذلك الصرح العظيم من المؤلفات النفيسة مع انشغاله بالوزارة والإدارة وتدبير شئون الملك والأسفار التي كان يتابع فيها أحوال الدولة؟ والإجابة أن لسان الدين كان يعمل نهارًا للدولة وتدبير المملكة وشئونها ويعمل ليلًا بالتصنيف والتأليف، ومعنى ذلك أنه لم يكن يضيع ليله في النوم، فقد كان مصابًا بأرق متصل فعاش حياته مرتين، ومن ثم فكما أنه كان يلقب بذي الوزارتين كان يقال له ذو العمرين".