للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول بأبوابه الثمانية بالأندلس وما يتعلق بها من وصف لأرضها ومحاسنها ومآثرها وطبيعتها وكورها وفتحها، وقوة الإسلام فيها، والخلافة الأموية، وقرطبة العاصمة، وجامعها، والزهراء الناصرية، والزهراء العامرية، والبساتين والمصانع، وإيراد القرائح والأفكار.

وقد ضمن المقري هذا القسم أيضًا تعريفًا ببعض الشخصيات الأندلسية التي رحلت إلى المشرق، وكانت الرحلة إلى المشرق من كمال علمهم وضرورة تثقيفهم، وهؤلاء الذين ذكرهم المقري في نطاق الرحلة من الشهرة ووفرة العلم وسعة الثقافة بمكان، فكل من رحل من الأندلس ذكره المقري في هذا القسم من كتابه وترجم له، ويدخل في هذه المجموعة كثيرون من بني سعيد الذين مر حديثهم مفصلًا بعض الشيء ومنهم الوشاح وأبو بكر بن زهر، ومنهم يحيى الغزال.

ومن الطريف أن المقري حين يذكر من وصل إلى الفسطاط أو القاهرة أو دمشق منهم ينصرف إلى وصف الفسطاط ومساكنها ومساجدها وجزيرة الروضة ومدينة القاهرة وقصورها وبركة الفيل التي كان المقري يسكن على شاطئها إبان إقامته في القاهرة. ويصف دمشق وجامعها وغوطتها ويذكر ما قاله الشعراء فيها ويعرض لكبار أدبائها إلى غير ذلك مما يتعلق بطرائف المشرق.

وفي هذا القسم عينه المقري الوافدين على الأندلس من أهل المشرق، ومنهم كثرة أدت إلى الأندلس أجل الخدمات علمًا وأدبًا وفنًّا مثل موسى بن نصير، ويوسف بن عبد الرحمن الفهري، وعبد الرحمن بن معاوية المعروف "بالداخل" والصميل بن حاتم، وأبي علي القالي، وصاعد البغدادي، وزرياب المغني، وغيرهم، كما يذكر طرفًا من الأخبار التي تتعلق ببدء تحرك نصارى الأندلس إلى الاستيلاء على الأندلس الإسلامية. ويقول المقري: إنه لم يخل بابًا في هذا القسم من كلام للسان الدين بن الخطيب وإن قل.

وهذا القسم مليء بالأخبار اللطيفة والأشعار الكثيرة الوافرة الطريفة والترجمة لشخصيات الأندلس ما بين ملوك وأمراء وقواد ووزراء وحجاب وشعراء، وكتاب وعلماء وقضاة وزهاد وفجار ونساء شاعرات وجوارٍ مرموقات، مع غلبة الطابع الأدبي على أي طابع آخر من طوابع المعرفة التي ترصع جنبات الكتاب.

وأما القسم الثاني فهو لب الكتاب وأصله بأبوابه الثمانية التي ترتبط أسبابها بأسباب لسان الدين الخطيب أصلًا ومنشأ وحياة ومذهبًا وثقافة ومنصبًا وسفارة وتألقًا وشعرًا وموشحات وزجلًا، وتلامذة ومريدين، وندماء وأصدقاء، وكائدين، ومصنفات ومؤلفات واعتزالًا وارتجالًا ووفاة.

ثالثًا: تعتبر مقدمة الكتاب معلمًا من معالمه السابقة، فهي قطعة من روائع الأدب المطرَّز

<<  <   >  >>