للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وإلى هذا المحال أشار ابن الفارض فقال:

رجعت لأعمال العبادة عادة ... وأعددت أحوال الإرادة عدتي

وعد جملة من أفعال البر في أبيات، ثم قال:

ودققت فكري في الحلال تورعا ... وراعيت في إصلاح قوتي وقوتي

متى حلت عن قولي: أنا هي أو أقل ... وحاشا لمثلي١ أنها فيّ حلت

وهذا مثل ما يقال: خاب فلان وخسر، وكان مثل إبليس، إن كان منه كذا.

فعل البعد عين فعل الرب عند الصوفية

وقال ابن عربي في فص حكمة نبوية في [كلمة] عيسوية:

فإنا أعبد حقا ... وإن الله مولانا

وإنا عينه، فاعلم ... إذا ما قلت: إنسانا

فلا تحجب بإنسان ... فقد أعطاك برهانا

فكن حقا، وكن خلقا ... تكن بالله رحمانا٢

وقال في فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية: "والعمل مقسم على ثمانية


١ في الأصل: هداها.
٢ ص١٤٣ فصوص والرحمن عند الصوفية "اسم الحق باعتبار الجمعية الأسمائية التي في الحضرة الإلهية الفائض منها الوجود، وبقية الكمالات على جميع الممكنات" الكمشخانلي في جامعه تحت المادة.. فهو مرادف للوجود المطلق. ويفتري الزنديق، فيزعم أن العارف يكون رحمانا -أي: وجودا مطلقا، أي: نفس الله سبحانه- إذا آمن أنه الحق، وأنه الخلق، إذا نظر إلى باطنه، فأيقن أنه حقيقة الحق، وإلى ظاهره، فأيقن أنه مظهر خلقي لحقيقة الحق. بهذه النظرة الشاملة من العارف إلى غيبه، وشهوده، يكون هو الذات الإلهية الجامعة للأسماء الإلهية كلها.. هذا مراد من يجعل الصوفية اسمه تميمة، والتسبيح بحمده روحانية ابتهال، وصلاة ضراعة, ونسك قرابين.

<<  <  ج: ص:  >  >>