للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشيء ولا يقال فيه: يسع نفسه، لا يسعها, فافهم.١.

قلت: وهذا أراد ابن الفارض بقوله:

فلو أنني وحدت، ألحدت، وانسلخـ ... ـت من أي جمعي مشركا بي صنعتي

[دعاء ومباهلة]

هذا آخر الكتاب٢، المباعد للصواب، المراد للشك والارتياب، لعنة٣ الله على معتقده، ورحمة الله على منتقده، قد تم -ولله الحمد- ما أردت انتقاده منه، مترجما بسوء السيرة وقبح السريرة عنه، وانتهى ما وقع انتقادي عليه، وأداني اجتهادي إليه: من واضح كفره، ودقيق مكره، وجلي شره، أعاذنا الله بحوله وقوته من شكوكه، وعصمنا من زيغ طريقه، وباعدنا من سلوكه، ورأيت أن أختم ذلك بحكاية طالما حدثنا بها شيخنا شيخ الإسلام حافظ العصر، قاضي القضاة، أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الكناني، العسقلاني الأصل، المصري الشافعي، ثم رأيتها منقولة عن كتاب الحافظ تقي الدين الفاسي٤ في تكفير ابن عربي، وقد أصلح شيخنا بعضها بخطه، قال: "كان في أيام الظاهر برقوق٥ شخص يقال له: ابن الأمين شديد التعصب لابن عربي صاحب هذه الفصوص، وكنت أنا كثير البيان لعواره، والإظهار لعاره وعثاره،


١ ص٢٢٦ فصوص.
٢ يقصد فصوص الحكم.
٣ في الأصل: لعنه.
٤ هو محمد بن أحمد بن علي ولد بمكة سنة ٧٧٥، وتوفي سنة ٨٣٢هـ ولي قضاء المالكية بمكة.
٥ مؤسس دولة المماليك البرجية، واستمر يحكم من سنة ٧٨٤ إلى أن توفي عن ٦٠ عاما سنة ٨٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>