للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، فإنه فائض من الأسماء الإلهية، وما يفيض من الحق إلا ما هو حق لا باطل.

[الباطل إله الصوفية]

ولذلك قال ابن عربي "لا تنكر الباطل في طوره، فإنه بعض ظهوراته"١ فقد أفاد هذا أنهم يعتقدون: أن الباطل هو الله، ولو لم يكن في هذا إلا أنه٢ يدعو إلى البطالة والخلاعة والضلالة، لكان كافيا في استهجانه [٧٥] ومنابذته للدين.

وقد نقل شيخنا حافظ العصر ابن حجر في لسان الميزان أنه كان لهذا الناظم جوار في البهنسة موظفات للغناء والضرب بآلات الملاهي، وكلما ماتت واحدة منهن اشترى بدلها أخرى، وكان يذهب إليهم في بعض الأوقات، فيسمعهن، ويرقص على غنائهن، ويرجع٣.

[المناضل عن ابن الفارض]

فالمناضل عنه مسارع إلى شكله، ومضارع لمن كان فعله كفعله، كما قال علي


= شيطان هؤلاء، وداعيتهم إلى التلطخ بهذه الردغة, أقلقوا مضاجع الليل بالاستغفار أن ذكر سلطان العاشقين أمامهم بسوء!! في حين أن دعوته أدهى شرا ما يدعو إليه المجان عبيد الغواني، فهو يصور الرقص تنفث به المرأة سم الجريمة، والغناء تتجاوب معه أحط الغرائز، والعشق يرويه دم الأعراض، يصور كل هذه الموبقات على أنها سبحات الإشراق الأسمى, وفيض إلهي يصل العارف بالملأ الأعلى يجعل اقتراف ذلك الإثم مظاهر تبتل، ومحراب تأله وتعبد، على حين يصفها المجان بأنها علائم حضارة، ودلائل مدنية! فأي الدعوتين أطغى شرا، وأخبث كفرا؟!
١ أي: بعض تعينات الإله الصوفي.
٢ يعني: ابن الفارض.
٣ ذكر الحافظ في اللسان: أنه نقل هذا عن كتاب التوحيد للشيخ عبد القادر القوصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>