للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم من غوي كابن سبعين مثله ... وكلهم بالكفر قد طوقوا طوقا

وكالششتري القونوي، وابن فارض ... فلا برد الله ثراهم، ولا أسقى

ومن كفر ابن الفارض بصريح اسمه شيخنا محقق عصره، قاضي القضاة شيخ الإسلام محمد بن علي الغاياتي الشافعي١. أخبرني عنه بذلك الثقة من غير وجه، وأخبرني الثقة عن الشيخ مدين٢ أنه قال: التائية هي الفصوص، لا فرق بينهما، وقد كان المذكور رأس صوفية عصرنا.

[مقتل الحلاج]

ومنهم الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير الدمشقي الشافعي, وقال: "هؤلاء كلهم يقتفون في مسالكهم هذه طريقة الحسين بن الحلاج الذي أجمع الفقهاء في زمانه على كفره وقتله، قاله الإمام أبو بكر المازري الفقيه المالكي" قلت: وما قاله القاضي عياض كما تقدم نقله عنه في مقدمة هذا الكتاب. والله الموفق.

قال: "وقد بسطت سيرته في التاريخ بعد الثلاثمائة، وذكرت صفة قتله، واجتماع الكلمة على تكفيره من العلماء والصوفية العباد، سوى ابن عطاء وابن خفيف، حتى أنشدهما بعضهم من شعره قائلا: ما تقولان في قول بعض الشعراء:

سبحان من أظهرنا شوته٣ ... سر سنا لاهوته الثاقب

ثم بدا في خلقه ظاهرا ... في صورة الآكل والشارب


١ ولد سنة ٧٨٥ تقريبا. وتوفي سنة ٨٥٠هـ.
٢ هو مدين خليفة الأشموني، نسبة إلى أشمون جريس من أعمال المنوفية ولد بها سنة ٧٨١ تقريبا، وتوفي في ربيع الأول سنة ٨٩٢هـ يقول عنه السخاوي: "وأما في تحقيق مذهب القوم فهو حامل رايته، والمخصوص بصريحه وإشاراته مع أنه لم يكن يتكلم فيه إلا بين خواصه".
٣ تقرأ بالضم والفتح، وهي بالضم أدق في الدلالة على دين الحلاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>