للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما قبله، وما بعده مما ادعى فيه أن الله يتحد به، ويتجلى بصورته من غير حلول، ما نصه١: "ولكن دعوى تجلي الله بصورة ما مفكر٢ بها شرعا بإجماع المسلمين والكافرين من آمن به٣، وإن لم يكن حلولا".

[رأي ابن حجر والبلقيني وغيرهما]

ومنهم شيخنا شيخ الإسلام حافظ عصره قاضي القضاة أبو الفضل بن حجر، وشيخه شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني٤، فقال في ترجمة عمر بن الفارض في لسان الميزان بعد أن ذكر ترجمة الذهبي له بأنه شيخ الاتحادية وأنه ينعق بالاتحاد الصريح في شعره: "وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن العربي، فبادر بالجواب بأنه كافر, فسألته عن ابن الفارض، فقال: لا أحب التكلم فيه, فقلت: فما الفرق بينهما، والمهيع واحد؟! وأنشدته من التائية [٥١] فقطع علي بعد إنشاد عدة أبيات بقوله: هذا كفر، هذا كفر".

ومنهم الشيخ ولي الدين العراقي وأبوه كما تقدم في الفص الموسوي وغيره، ومنهم العلامة برهان الدين السفاقيني صاحب الإعراب، ونظم قصيدة طويلة يتحرق فيها، ويندب أهل الإسلام لهؤلاء الضلال، فقال فيها:

فشيخهم الطائي٥ في ذاك٦ قدوة ... يرى كل شيء في الوجود هو الحقا٧


١ مقول قوله قبل: وقال في شرح.
٢ في الأصل: مكر. والتصويب من الأصل نفسه، إذ ورد فيه هذا النص مرة أخرى.
٣ أي: من آمن بتجلي الله في صورة ما في الدنيا.
٤ ولد سنة ٧٢٤هـ، ولي إفتاء دار العدل وقضاء دمشق، ثم عاد إلى القاهرة توفي سنة ٨٠٥هـ.
٥ يعني: ابن عربي.
٦ في الأصل: ذلك. وهو خطأ يختل به وزن البيت.
٧ أي: الله سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>