للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهة أخرى، وهي أنه يلزم منه تفضيل أتباع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأنبياء الماضين عليهم السلام١.

[يفضل أتباعه على الرسل، وزندقته على شرعة الله]

ومن نمطه -لكونه لا ينفك عن كفره- قوله عقبه:

وأصغر أتباعي على عين قلبه ... عرائس أبكار المعارف زفت

فإن سيل٢ عن معنى أتي بغرائب ... من الفهم جلت، أو عن الوهم دقت

فإنه لا يصح على لسانه، ولا لسان غيره٣.

ثم قال في ذم الشرع والعلم.

ولا تك ممن طيشته دروسه ... بحيث استقلت عقله واستفزت

فثم وراء النقل علم يدق عن ... مدارك غايات العقول السليمة

تلقيته مني، وعني أخذته ... ونفسي كانت من عطائي٤ ممدتي


١ بل تفضيل نفسه على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى فرض صحة زعمهم أنه يتكلم بلسان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنه يكون بهذا قد تعمد الكذب على رسول الله، فهو -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما قال هذا الشعر الصوفي، وجزاء متعمد الكذب على الرسول الكريم معروف.
٢ أي: سئل.
٣ أي. ولا لسان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ردا على زعمهم أنه يتكلم بلسان الحضرة المحمدية.
٤ في الأصل: بالعطاء. والتصويب من الديوان. وابن الفارض يختار كلمتي الإعطاء والإمداد عن عمد آثم يدلك على مبلغ اعتقاده في أنه هو الله. إذ الله سبحانه هو الذي يقول عن نفسه تعالى: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>