للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس معي في الكون شيء سواي والـ ... ـمعية لم تخطر على ألمعيتي١

[الكثرة عين الوحدة]

ثم قال ابن عربي في فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية: "وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد، كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، وإن اختلفت حقائقها وكثرت أنها عين واحدة, فهذه كثرة معقولة في واحد العين، فيكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولي٢ تؤخذ٣ في حد كل صورة [وهي] مع كثرة الصور [واختلافها] ترجع٤ في الحقيقة إلى جوهر واحد، هو٥ هيولاها، فمن عرف نفسه بهذه المعرفة, فقد عرف ربه، فإنه على صورة خلقه بل هو عين هويته وحقيقته٦.


١ هذا توكيد لما يدين به من الوحدة، ولذا يلح في نفي المعية، نفي أن يكون ثم في الكون غير أو سوى, إذ ما ثم إلا حقيقة واحدة، هي هوية الحق, تكثرت بمظاهرها الخلقية, والألمعية: الذكاء والفطنة.
٢ يراد بها: المادة، أو ما به الشيء بالقوة، أو ما يقبل التأثير.
٣, ٤, ٥ في الأصل: يؤخذ, ويرجع, وهو. والتصويب من الفصوص.
٦ ص١٢٤ فصوص، وقد خاف ابن عربي أن يظن به أنه يدين بمشاركة الإنسان لله في أمر عرضي وهو الصورة، وذلك من قوله: فإنه على صورة خلقه -وإن كان يعني بالصورة هنا: ما به الشيء بالفعل- أقول: خاف هذا, فأضرب عن قوله هذا، وأتبعه بقوله: بل هو عين هيوته وحقيقته. يا للزنديق!! فرعون حقيقة الله عنده، وقارون، وهامان، وأبو جهل، وأبو لهب، بل كل آثم غوى الضلالة والفجور. كل هذا، والشيوخ يسبحون بحمد ابن عربي، ويرونه الروح الرفاف في ملكوت الجمال الأعظم، والنور الذي هدى إلى قدس الحقيقة. أما قولنا ذيادا عن جلال الله: إن ابن عربي كافر. فهو قول عند الشيوخ يستعصي على المغفرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>