للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن نار بالتنزيل محراب مسجد ... فما بار بالإنجيل هيكل بيعة

وأسفار توراة الكليم لقومه ... يناجي بها الأحبار في كل ليلة

وما احتار من للشمس عن غرة١ صبا ... وإشراقها من نور إسفار غرتي

وقد بلغ الإنذار عني٢ من بغى ... وقامت بي٣ الأعذار في كل فرقة

فما زاغت الأبصار من كل ملة ... ولا راغت الأفكار في كل نحلة

قال شراحه: "إنه مهد في هذه الأبيات أعذار كل فرقة، وأن كل صاحب ملة ونحلة -وإن بطل سعيه- على نصيب من الهدى، فعباد النار غير مؤاخذين من جميع الوجوه، بل من وجه دون وجه، ولا لوم على أحد، بل لكل واحد وجه، ومحمل خير يحمل عليه، فكل يعمل على شاكلته، وكذا عابد الأصنام. قالوا: لا تنكر عليه، فإن أنكرت، لم يكن إنكارك إلا تعصبا؛ لأنك لا تنكر على المقبل على الدنيا، مع أنه أقوى شركا من عابد الصنم, وقالوا: كما أن القرآن نور المساجد، فكذلك الإنجيل نور المعابد. وقالوا نحو هذا في التوراة، وفي عابد الشمس: أنه بإثباته عين الألوهية لم يكن ناقصا، فقام له عذر من وجه من الوجوه. وذلك كاف للكريم" ولا يقول بشيء من هذا مسلم٤.

[معاندته للتوحيد الحق]

وقد عاند التوحيد الحق في قوله:


١ في الأصل: غيره.
٢، ٣ في الأصل: مني-ب.
٤ بل لا يقول به يهودي أو نصراني، والبهائية على خبث معتقدهم، ورغم أنهم امتداد للصوفية لا يقولون بهذا، وإنما القائل به في كل أمة هم الصوفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>