للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه لا غير, ولا غيرية في شيء من الوجود- فرع صحة كل دين١؛ لأن الفاعل عنده إنما هو الله، فأبطل دين الإسلام القائل بأن كل ما عداه٢ باطل، فصار المحامي له٣ خاذلا لمن ينصره٤، فإن من كفر ابن الفارض ساع جهده في نصر دين الإسلام، وتأييد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وأغلب المحامين له يعتقدون أن دين الإسلام -القائل بضلال ما عداه- هو الحق، ويسعون في نصر من يصوب كل ملة، ويصحح كل نحلة، وهم لا يشعرون أنه قال في تصويب جميع الأباطيل. شعر.

[شعره في وحدة الأديان]

وإن عبد النار المجوس وما انطفت ... كما جاء في الأخبار من ألف حجة

فما عبدوا غيري، وإن كان قصدهم ... سواي، وإن لم يعقدوا عقد نيتي

رأوا ضوء نوري مرة، فتوهمو ... هـ نارا فضلوا في الهدى بالأشعة

وإن خر للأحجار في البد٥ عاكف ... فلا وجه٦ للإنكار بالعصبية

فقد عبد الدينار معنى منزه ... عن العار بالإشراك٧ بالوثنية


١ هذا قول حق، فالصوفية آمنوا بوحدة الأديان -سماويها ووضعيها- لإيمانهم بوحدة الوجود، فرب الصوفية عين المسلم وعين المشرك وعين المجوسي، ولذا قالوا: الإسلام عين الشرك عين المجوسية عين البهائية، ولذا أيضا قالوا بنفي العذاب في الآخرة، إذ الإله لا يمكن أن يعذب نفسه!!.
٢ في الأصل: عدا.
٣ أي: لابن الفارض.
٤ أي: لمن ينصر الإسلام.
٥ بهامش الأصل "البد": بيت الأصنام وهو صحيح.
٦ في الأصل: فلا تعد بالإنكار، وهي كما في الديوان.
٧ في الأصل: في الإشراك.

<<  <  ج: ص:  >  >>