للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن بعد ما جاهدت، شاهدت مشهدي١ ... وهادي٢ لي إياي، بل بي قدوتي

فبي موقفي، لا, بل إلي توجهي ... كذاك صلاتي لي، ومني كعبتي

[الوحدة المطلقة دين ابن عربي]

قال الإمام زيد الدين العراقي في جواب السؤال المذكور: "وأما قوله٣ فهو عين ما ظهر، وعين ما بطن، فهو كلام مسموم, ظاهره: القول بالوحدة المطلقة، وأن جميع مخلوقاته هي عينه، ويدل على إرادته لذلك صريحا قوله بعد ذلك: "وهو المسمى أبا سعيد الخراز، وغير ذلك من أسماء المحدثات" وكذا قوله بعد ذلك: "والمتكلم واحد، وهو عين السامع" وقائل ذلك والمعتقد له كافر بإجماع العلماء".

"لا يعتذر عن الوصفية بالتأويل":

ثم قال: "ولا يقبل ممن اجترأ على مثل هذه المقالات القبيحة أن يقول: أردت بكلامي هذا خلاف ظاهره، ولا نؤول له كلامه، ولا كرامة.

ولقد أحسن بعض من عاصرناه من العلماء العارفين، وهو الشيخ الإمام العلامة علاء الدين علي بن إسماعيل القونوي حيث سئل عن شيء من هذا. فقال: "إنما نؤول كلام من ثبتت عصمته حتى نجمع بين كلاميه٤، لعدم


١ في الأصل: مشهدتي.
٢ في الأصل: وهادي.
٣ يعني: ابن عربي.
٤ هذا على دين من يقول بوجوب التأويل لآي القرآن، أو الأحاديث التي يرون -وهو: أي ضلالة- أن في حملها على ظاهرها إثباتا لوجود التعارض بين العقل والنقل. وما أتى هؤلاء إلا من إيمانهم بأسطورة الفلسفة الملحدة، وهي أن العقل حاكم على النقل، وأنه القاعدة، والمقياس، فإذا رأى العقل في كلام الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>