للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[استدلاله على زندقته]

ثم قال بعد هذا بكثير في أواخر القصيدة, دالا على مذهبه فيما زعم:

وجاء حديث في اتحادي ثابت ... روايته في النقل غير ضعيفة

يشير بحب الحق بعد١ تقرب ... إليه بنفل, أو أداء فريضة

وموضع تنبيه الإشارة ظاهر ... بكنت له سمعا كنور الظهيرة

قال شارحه: "إن الحب ميل باطني أثره رفع امتياز المحب والمحبوب، ورفع ما بينهما٢، والمحب عين الحضرة الإلهية، والمحبوب ظهور كماله الذاتي والأسمائي، ولن يصح لقبول هذا الظهور المحبوب منصة إلا الحقيقة الإنسانية صورة ومعنى؛ لكمال جمعيتها، وتتميمها دائرة الأزلية والأبدية، والحديث المشير بهذا الاتحاد: لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ولسانا ورجلا٣ وعبارة التلمساني في مقدمة شرحه: نص


١ في الأصل: عند. وهي كما أثبتها في الديوان.
٢ أي: رفع كل ما بينهما من فروق ذاتية وصفاتية، حتى تصير الذاتان ذاتا واحدة هي الحق متلبسا. بصورة خلقية قال الجنيد: ويسمونه سيد الطائفة, ويزعم من لا يستبطن خبيئة التصوف: أن تصوف الجنيد أقباس من السنة, "سمعت السري السقطي يقول: لا تصلح المحبة بين اثنين حتى يقول الواحد للآخر: يا أنا" بهذا يؤمن الجنيد وخاله السري السقطي، والقشيري ناقل هذا في رسالته في باب الحب، فتأمل متى بدأ التصوف ينفث زندقته! فالجنيد والسقطي من رجال القرن الثالث الهجري. وكلاهما يؤمن أن غاية الحب صيرورة العبد ربا، حتى يقول الرب للعبد، والعبد للرب: يا أنا!
٣ روي الحديث باختصار مخل، وليس في الحديث ذكر كلمة: لسان. وقد =

<<  <  ج: ص:  >  >>