للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة١ الحاجب بالحاجب

فقالا: هذا شعر الزنادقة٢، فقال: هذا شعر الحسين بن منصور الحلاج، فلعنا الحلاج، ورجعا عنه" ا. هـ.

[رأي الذهبي]

وممن صرح بكفره، وأحسن في بيان أمره حافظ عصره شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، فقال في كتابه تاريخ الإسلام بعد خط الحافظ سيف الدين ابن المجد علي الحريري المتصوف: "فكيف لو رأى الشيخ كلام ابن عربي الذي هو محض الكفر والزندقة، لقال: هذا الدجال المنتظر، ولكن كان ابن العربي٣ منقطعا عن الناس، إنما يجتمع به آحاد الاتحادية٤، ولا يصرح بأمره لكل أحد، ولم تشتهر كتبه إلا بعد موته، ولهذا تمادى أمره، فلما كان على رأس السبعمائة جدد الله لهذه [الأمة] دينها بهتكه وفضيحته، ودار بين العلماء كتابه الفصوص، وقد خط عليه الشيخ القدوة الصالح إبراهيم بن معضاد الجعبري فيما حدثني به شيخنا ابن تيمية عن التاج [٥٢] البارنباري أنه سمع الشيخ إبراهيم يذكر ابن عربي: كان يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجا، وحكى عنه ابن تيمية أنه قال لما اجتمع٥ بابن عربي، رأيت شيخا نجسا يكذب بكل كتاب أنزله الله، وبكل نبي أرسله الله٦".


١ في الأصل: كخطة، وهو خطأ، صوابه ما أثبته.
٢ أي: من أنشدهما من شعر الحلاج.
٣ اصطلح أهل المشرق على تسميته بابن عربي، أي: من غير آل، تمييزا له من أبي بكر بن العربي القاضي الفقيه المالكي.
٤ ابن عربي زعيم وحدة الوجود لا الاتحاد.
٥ أي: ابن معضاد.
٦ انظر مجموعة الرسائل والمسائل جـ٤ ص٧٦، ففيها نص ما ذكر هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>