للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغيرك فيها لاح، أم أنت ناظر ... إليك بها عند انعكاس١ الأشعة؟

وأصغ لرجع الصوت عند انقطاعه ... إليك بأكناف القصور المشيدة

أهل كان من ناجاك ثم سواك، أم ... سمعت خطابا عن صداك المصوت

وقل لي: من ألقى إليك علومه ... وقد ركدت منك الحواس بغفلة

وما كنت تدري قبل يومك ما جرى ... بأمسك، أو ما سوف يجري بغدوة

فأصبحت ذا علم بأخبار من مضى ... [٣٠] وأسرار من يأتي مدلا بخبرة

أتحسب من جاراك في سنة الكرى ... سواك بأنواع العلوم الجليلة

وما هي إلا النفس عند اشتغالها ... بعالمها عن مظهر البشرية

تجلت لها٢ بالغيب في شكل عالم ... هداها إلى فهم المعاني الغريبة

ولا تك ممن طيشته دروسه ... بحيث استقلت عقله واستفزت

فثم وراء النقل علم يدق عن ... مدارك غايات العقول السليمة٣


= الوحدة بين الحق والخلق، فيقول: "فلو قدر أن الإنسان يرى نفسه في المرآة، فالمرآة خارجة عن نفسه، فرأى نفسه، وأمثال نفسه في غيره، والكون عندهم ليس فيه غير ولا سوى، فليس هناك مظهر مخالف للظاهر، ولا مرآة مغايرة للرائي, وهم يقولون: إن الكون مظاهر الحق، فإن قالوا: المظاهر غير الظاهر لزم التعدد وبطلت الوحدة، وإن قالوا: المظاهر هي الظاهر، لم يكن قد ظهر شيء في شيء، ولا تجلى شيء في شيء، ولا ظهر شيء لشيء، وكان قوله: "يعني ابن الفارض" "ومشاهد إذا استجليت.. إلخ" كلاما متناقضا، لأن هنا مخاطبا، ومخاطبا، ومرآة تستجلى فيها الذات، فهذه ثلاثة أعيان، فإن كان الوجود واحدا بالعين، بطل هذا الكلام، وكل كلمة يقولونها تنقض من أصلهم" ص٨٧ جـ١ مجموعة الرسائل والمسائل.
١ في الأصل: الانعكاس.
٢ في الأصل: لهم.
٣ يقصد بالنقل نصوص الشرائع السماوية، والوصفية لا يبغضون شيئا في الحياة بغضهم لما أحوى به الله سبحانه إلى رسله، وإذا استشهد صوفي بآية أفسد =

<<  <  ج: ص:  >  >>