للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصل لها، كما قلنا١، قال: "وكان قرة عين لفرعون٢ بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقبضه طاهرا مطهرا، ليس فيه شيء من الخبث؛ لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام، والإسلام يجب ما قبله، وجعله آية على عنايته سبحانه وتعالى بمن شاء، حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون٣.


١ في الأصل: كما شهد لها به رسول الله, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وهو كما أثبته في الفصوص.
٢ بهاشم الأصل ورد ما يأتي: "وفي التنزيل قالت امرأة فرعون {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} إلا ولي "كذا" سمعه فرعون، قال: قرة عين لك، وأمالي، فلا.
وفي الحديث: "والذي يحلف به لو أقر فرعون بأنه يكون له قرة عين كما أقرت امرأته لهداه الله عز وجل به، كما هداها ولكن الله سبحانه حرمه ذلك" كذا في بعض التفاسير".
وأقول: الذي في تفسير ابن كثير: "فأتت -أي: امرأة فرعون- فقالت: قرة عين لي ولك، فقال فرعون: يكون لك، فأما لي، فلا حاجة لي فيه، فقال رسول الله, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والذي يحلف به، لو أقر فرعون، أن يكون له قرة عين كما أقرت لهداه الله كما هداها، ولكن حرمه ذلك" ثم قال ابن كثير: "وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار، أو غيره" ويا ويل المسلمين من كعب الأحبار، والكعوب الكثيرين من أمثاله اليوم!!
٣ ص٢٠١ فصوص. وقد جاء بهامش الأصل "أخرجه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "لما أغرق الفرعوني قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل. قال جبريل: يا محمد، فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة" أقول: الحديث رواه كذلك أحمد عن ابن عباس، ونصه: قال رسول الله, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لما قال فرعون: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل. قال: قال لي جبريل: لو رأيتني، وقد أخذت عن حال البحر فدسسته في فيه مخافة أن =

<<  <  ج: ص:  >  >>