للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريقة قوم من المتأخرين يجعلون الطريقة الأولى وسيلة إلى كشف حجاب الحس لأنها من نتائجها، ومن هؤلاء المتوصفة ابن عربي وابن سبعين، وابن برجان وأبتاعهم ممن سلك سبيلهم، ودان بنحلتهم١، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها مشحونة بصريح [الكفر٢] ومستهجن البدع، وتأويل الظاهر لذلك على أبعد الوجوه، وأقبحها مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملة، أو عدها في الشريعة، ولي ثناء أحد على هؤلاء حجة، ولو بلغ المثنى ما عسى أن يبلغ [من٣] الفضل؛ لأن الكتاب والسنة أبلغ فضلا، أو شهادة من كل أحد٤، وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة، وما يوجد من نسخها بأيدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي والبد لابن سبعين وخلع النعلين لابن قسي [وعين اليقين لابن برجان، وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض والعفيف التلمساني٥، وأمثالهما أن يلحق بهذه الكتب، وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة الثانية من نظم ابن الفارض٦] فالحكم في هذه


١ في الأصل بتخلقهم، والتصويب من العمل الشامخ.
٢، ٣ ساقطتان من الأصل، وأثبتهما عن العمل الشامخ.
٤ هذا قول يحمده الحق لابن خلدون.
٥ داعر من زنادقة الصوفية، لا يحرم فرجا، ويبيح نكاح الأم والأخت، ويرى القرآن كله شركا، وما عنده غير ولا سوى بوجه من الوجوه. هلك سنة ٦٩٠ أما ابن سبعين فمن القائلين بالوحدة المطلقة، ولد بمرسيا سنة ٦١٣هـ. وهلك سنة ٦٦٧ هـ بمكة.
٦ ما بين هذين [] لم يرد في الأصل، وأثبته عن ص٥٠٠ من العمل الشامخ إذ أورد فيه مؤلفه المقبلي نص فتوى ابن خلدون.

<<  <  ج: ص:  >  >>