للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخالق عين وجود المخلوقات، فكل ما تتصف به المخلوقات من حسن وقبح ومدح وذم إنما المتصف به عندهم عين الخالق١، وليس للخالق عندهم وجود مباين لوجود المخلوقات منفصل عنها، بل عندهم ما ثم غير أصلا للخالق ولا سواه فعباد الأصنام لم يعبدوا غيره عندهم؛ لأنه ما عندهم له غير وأما العلامة ابن دقيق العيد، فذكر أنه سمع عز الدين بن عبد السلام يقول في ابن عربي: شيخ سوء كذاب" وممن حط عليه، وحذر منه الشيخ القدوة إبراهيم الرقي٢, ثم ذكر جماعة ممن تقدم ذكرهم في إفتائهم بأن كتابه الفصوص فيه الكفر الأكبر، وقد ذكر ابن أبي حجلة أيضا عن غير هؤلاء ممن كفر هذه الطائفة من علماء المسلمين وذكر في كلام كل منهم في إبطال هذا المذهب ما لا لبس فيه، وفيما ذكرته مقنع، وذكر الحافظ تقي الدين الفاسي٣ في كتابه فيه: "ممن كفره الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الحضري ابن خلدون قاضي المالكية بمصر، وقال في فتوى ذكرها٤ فيه، وفي أضرابه، فيتعين على ولي الأمر إحراق هذه الكتب دفعا للمفسدة العامة.


١ قال ابن عربي في الفصوص: "فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا, أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا، وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة" ص٧٩ فصوص. فما ينسبه ابن تيمية إليهم صدق وحق في شأنهم.
٢ ولد سنة ٨١٢هـ وتوفي سنة ٨٨٤هـ قال عنه السخاوي: ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
٣ محمد بن أحمد بن علي. ولد سنة ٧٧٥هـ بمكة. وتوفي سنة ٨٣٢هـ.
٤ سبق ذكر هذه الفتوى.
٥ في هامش الأصل جاء ما يأتي: "قلت: رأيته مصرحا به في كتابه "يعني ابن خلدون" عيون العبر، وديوان المبتدأ [والخبر] وفصل هناك تفصيلا زائدا، وهو كتاب لا نظير له".

<<  <  ج: ص:  >  >>