للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذللت بها في الحي حتى وجدتني ... وأدنى منال عندهم فوق همتي

وأخملني وهنا خضوعي لهم، فلم ... يروني -هوانا١بي- محلا لخدمتي

ومن درجات العز أمسيت مخلدا ... إلى دركات الذل من بعد نخوتي

فلا باب لي يغشى، ولا جاه يرتجى ... ولا جار لي يحمى لفقد حميتي

كأن لم أكن فيهم خطيرا، ولم أزل ... لديهم حقيرا في رخائي وشدتي

فحالي بها حال٢ بعقل مدله٣ ... وصحة مجهود، وعز مذلة

أسرت مني وصلها النفس حيث لا ... رقيب حجا سرا لسرى وخصت

يغالط بعض عنه بعضي صيانة٤ ... وميني في إخفائه صدق لهجتي

أجمع شراح التائية على أن المراد بالأبيات التسعة الأولى، أن طريقه هتك أستار الحرمة، والخرق في بعض النواميس الإلهية، وتخليته الناس مع ربهم من غير أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر، ورضاه بكل ما يقع منهم لشهوده الأفعال


١ في الأصل: هو أناتي.
٢ أي: متزين.
٣ في الأصل: لعقل مدلة، والتصويب من الديوان.
٤ في الأصل: صبابة، ويقصد ببعضه الأول: نفسه، وبالآخر: عقله.

<<  <  ج: ص:  >  >>