بنفسه، وإما أن يكون بحيث إذا أفهم فهم، وأما حسن الخلق فلابد منه، إذ رُبَّ عاقل يغلبه غضب أو شهوة فيطيع هواه ولا خير في صحبته.
وأما الفاسق: فإنه لا يخاف الله، ومن لا يخاف الله لا تؤمن غائلته ولا يوثق به.
وأما المبتدع: فيخاف من صحبته بسراية بدعته.
ولله دَرُّ من قال:
لا تصحب أخا الجهل
فكم من جاهل أردى
يقاس المرء بالمرء
وللشيء على الشيء
وللقلب على القلب … وإياك وإياه
حليماً حين آخاه
إذا ما المرء ماشاه
مقاييس وأشباه
دليل حين يلقاه (١)
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يقليك منه، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله.
(١) الأبيات ذكرها المناوي في "فيض القدير" (٢/ ١٩٧).