ولكن إذا قضيت الصلاة سألته، فسأله فأنزل الله تعالى هذه الآية {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ … آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
وفى الصحيحين عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله: أي الأعمال أفضل عند الله عز وجل؟ قال:(الصلاة على وقتها)، قلت: ثم أي؟ قال:(بر الوالدين)، قلت: ثم أي؟ قال:(الجهاد فى سبيل الله)، قال: حدثنى بهنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولو استزدته لزادنى.
وفى الصحيحين عنه أنه سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال:(إيمان بالله وجهاد فى سبيله) قيل: ثم ماذا؟ قال:(حج مبرور).
وفى الصحيحين: أن رجلاً قال له يا رسول الله: أخبرنى بعمل يعدل الجهاد فى سبيل الله؟ قال:(لا تستطيعه أو لا تطيقه) قال: فأخبرنى به؟ قال:(هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تصوم ولا تفطر وتقوم ولا تفتر؟). اهـ.
قلت: لا شك أن الجهاد في سبيل الله من أعظم الأعمال، بل هو أفضل ما تطوع به الانسان، ولكن لما تعسَّر الجهاد بالنفس في هذا الزمان، أحببت أن أذكِّر المحبين للجهاد بأنواع أخرى من الجهاد (١) جاء بها القرآن والسنة لا تَقِلّ عن الجهاد بالنفس، منها:
(١) الجهاد بالمال: بإنفاقه في سبيل الله فهو قرين للجهاد بالنفس كما ذكر الله تعالى في مواضع كثيرة في كتابه الكريم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
(١) أشار إلى هذا الموضوع فضيلة الشيخ سالم بن سعد الطويل حفظه الله في مقال له.