للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر الشيخ عمر الأشقر في كتابه "مواقف": أن طفلة صغيرة من بيت محافظ تعود لأمها من المدرسة ذات يوم وعليها سحابة حزن وكآبة وهم وغم، فتسألها أمها عن سبب ذلك فتقول: إن مدرستي هددتني إن جئت مرة أخرى بمثل هذه الملابس الطويلة.

فتقول الأم: ولكنها الملابس التي يريدها الله جل وعلا.

فتقول الطفلة: لكن المدرسة لا تريدها.

قالت الأم: المُدرسة لا تريد والله يريد فمن تطيعين إذن؟ الذي خلقك وصورك وأنعم عليك أم مخلوقاً لا يملك لك ضراً ولا نفعاً.

فقالت الطفلة بفطرتها السليمة: لا .. بل أطيع الله وليكن ما يكون.

وفي اليوم الثاني تلبس تلك الملابس وتذهب بها إلى المدرسة، فلما رأتها المعلمة انفجرت غاضبة، تؤنب تلك الفتاة التي تتحدى إرادتها، ولا تستجيب لطلبها، ولا تخاف من تهديدها ووعيدها، أكثرت عليها من الكلام، ولما زادت المعلمة في التأنيب والتبكيت ثقل الأمر على الطفلة البريئة المسكينة فانفجرت في بكاء عظيم شديد مرير أليم أذهل المعلمة، ثم كفكفت دموعها وقالت كلمة حق تخرج من فمها كالقذيفة، تقول: والله لا أدري من أطيع أنتِ أم هو؟!!

قالت المعلمة: ومن هو؟!! قالت: الله رب العالمين الذي خلقني وخلقك وصورني وصورك، أأطيعك فألبس ما تريدين وأغضبه هو، أم أطيعه وأعصيك أنتِ، لا لا، سأطيعه وليكن ما يكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>