للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ملكت يمينه، ولو كان المؤمنات ملكاً له لجاز أن يطأ كل مؤمنة بلا عقد نكاح، ولكان لمن علم امرأة من القرآن أن يطأها بلا نكاح، وهذا لا يقوله مسلم. اهـ.

قلت: وإذا أريد به المعنى الآخر وهو الاعتراف بالفضل والجميل للمعلم فهذا معنى طيب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) (١).

وقد قيل: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، أي أصبح أسيراً لإحسانك وجميلك بعد الله.

قال في "الفقيه والمتفقه": إذا تعلم الإنسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو عبد قال الله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} {الكهف: ٦٠} وهو يوشع بن نون ولم يكن مملوكاً له وإنما كان تلميذاً له متبعاً له، فجعله الله فتاه لذلك، وكلمة فتاه لا تطلق إلا على العبد لكن المراد به هنا عبد الإحسان والفضل، قال شعبة بن الحجاج: كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبداً ما حيي (٢).

وقال ابن جماعة -رحمه الله- (٣): على طالب العلم أن ينقاد لشيخه في أموره ولا يخرج عن رأيه وتدبيره، بل يكون معه كالمريض مع الطبيب


(١) صححه الترمذي وحسنه المنذري والهيثمي والألباني في "صحيح الجامع" (٥٤٤٣).
(٢) "كشف الخفاء" (٢/ ٣٤٧).
(٣) "تذكرة السامع والمتكلم في أداب العالم والمتعلم" (ص: ٨٧ - ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>