للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومهانة وخور، وإن سُمي حياء لمشابهته للحياء الشرعي في الصورة الخارجية، ونبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- حث على الحياء ورغب فيه حيث قال: (الحياء لا يأتي إلا بخير) متفق عليه عن عمران بن حصين رضي الله عنهما.

وفي رواية لمسلم: (الحياء خيرٌ كله - أو قال - الحياء كله خير).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري عن أبي مسعود -رضي الله عنه-.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك) (١).

قال ابن حبان (٢): الواجب على العاقل أن يعودّ نفسه لزوم الحياء من الناس، وإن من أعظم بركته تعويدَ النفس ركوبَ الخصالِ المحمودة ومجانبتَها الخلالَ المذمومة، كما أنَّ من أعظم بركة الحياء من الله الفوز من النار بلزوم الحياء عند مجانبة ما نهى الله عنه؛ لأن ابن آدم مطبوع على الكرم واللؤم معاً في المعاملة بينه وبين الله والعشرةَ بينه وبين المخلوقين، وإذا قوى حياؤه قوى كرمه، وضعف لؤمه، وإذا ضعف حياؤه قوى لؤمه وضعف كرمه، ولقد أنشدني عليّ بن محمد البسامي:


(١) رواه الطبراني والبيهقي وأحمد في "الزهد" والخرائطي في "مكارم الأخلاق" عن سعيد بن يزيد بن الأزور وصححه العلامة الألباني في "الصحيحة" (٧٤١) و"صحيح الجامع" (٢٥٤١).
(٢) "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>