للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولولا السنة لم نعرف أن الظهر أربع، والمغرب ثلاث، والفجر ركعتان، ولم نعرف تفصيل أحكام الزكاة، إلى غير ذلك مما جاءت به السنة من تفصيل الأحكام، والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في تعظيم السنة، ووجوب العمل بها، والتحذير من مخالفتها كثيرة جداً.

من ذلك أيضاً أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما حدث بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله). قال بعض أبنائه: (والله لنمنعهن فغضب عليه عبد الله وسبه سباً شديداً، وقال: أقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقول والله لنمنعهن).

ولما رأى عبد الله المزني -رضي الله عنه- وهو من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض أقاربه يخذف نهاه عن ذلك، وقال له: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخذف، وقال: (إنه لا يصيد صيداً، ولا ينكأ عدواً، ولكنه يكسر السن، ويفقأ العين) ثم رآه بعد ذلك يخذف. فقال: (والله لا كلمتك أبداً، أُخبرك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الخذف ثم تعود).

وأخرج البيهقي عن أيوب السختياني التابعي الجليل أنه قال: إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا، وأنبئنا عن القرآن، فاعلم أنه ضال.

وقال الأوزاعي -رحمه الله-: السنة قاضية على الكتاب، أي تُقيِّد ما أطلقه، أو بأحكام لم تذكر في الكتاب، كما قال سبحانه {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤)} {النحل: ٤٤}.

<<  <  ج: ص:  >  >>