للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قول الله تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣)} {النور: ٦٣} أي: عن أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته، وسنته وشريعته، فتُوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبِل، وما خالفه فهو مردود على قائله كائناً من كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

وفي رواية لمسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أي: فليخش وليحذر من خالف شريعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- باطناً وظاهراً أن تصيبهم فتنة، أي: في قلوبهم من كفر، أو نفاق، أو بدعة، أو يصيبهم عذاب أليم، أي: في الدنيا بقتل، أو حبس، أو نحو ذلك، كما روى الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حولها، جعل الفراش وهذه الدواب اللآئي يقعن في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، قال: فذلك مثلي ومثلكم، أنا آخذ بحجزكم عن النار فتغلبوني وتقتحمون فيها) أخرجاه من حديث عبد الرزاق.

وقال السيوطي -رحمه الله- في رسالته المسماة "مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" ما نصه: اعلموا رحمكم الله أن من أنكر أن كون

<<  <  ج: ص:  >  >>