للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الشيخ سعد الحصين -حفظه الله- عن هذه القصة كما في "مجلة الأصالة" العدد (٢٤) ١٥/ شوال/ ١٤٢٠ هـ (ص: ٥٠ - ٥٢):

التاريخ المدون وحده لا يصلح مرجعاً في أمور الشريعة، لأن التاريخ مبني على ظن كاتبه وعاطفته، والشريعة مبنية على يقين الوحي في الكتاب والسنة وفقه الأئمة الأولين في نصوصه، ولكن النفس البشرية إلا ما رحم ربي تميل إلى الباطل، ويثقل عليها الحق وقد استجاب أكثر خطباء ووعاظ القصص والفكر والحركية في العقود الثلاثة الأخيرة، لدواعي الهوى والعاطفة من النفس، ودوافع النفث والتسويل من الشيطان، فحولوا أكثر دروس العلم الشرعي وحلق الذكر وخطب الجمعة إلى أساطير من كتب التاريخ يحسبها الظمآن ماءً، حتى إذا جاءها وجدها ألواناً من السراب، تبعده عن الماء، وتصده عن الصراط المستقيم إليه، ومن هذه الأساطير أسطورة ألهبت حماس الشباب، وحناجرهم، وعواطفهم، وأضاعت شرع الله لخطبة الجمعة التي فرضها الله مرة في الأسبوع لتعليم المسلمين أحكام الإسلام، وتذكيرهم بأيام الله وآلائه، وإعدادهم للقائه وحسابه وجزائه، ومجمل الأسطورة أن علجاً من الروم أهان امرأة مسلمة، فصاحت وامعتصماه، فحركت صرختها غيرة المعتصم وغضبه، فأوطأجيش المسلمين أرض الروم أخذاً بثأر المرأة التي استنجدت به، وهدف الأسطورة تقديم مثل صالح قدوة لقادة المسلمين،

<<  <  ج: ص:  >  >>