للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لتعود للإسلام عزته -قد تكون واحدة من الروايات- التي يتفنن وعاظ وخطباء الفكر والقصص، في نحتها والتغني بها صحيحة، ولكن ذلك لا يجعل المعتصم نفسه تجاوز الله عنا وعنه قدوة صالحة للراعي المسلم، ولا للرعية المسلمة للأسباب التالية:

• لم يُذكر المعتصم تجاوز الله عنا وعنه بالعلم الشرعي، بل قالت عنه كتب الأعلام: أنه كره العلم في صغره ومات شبه أمي.

• غزو المعتصم بلاد الروم وفتح عمورية كما يذكر التاريخ ليس من القتال في سبيل الله، إذا صدق كُتَّاب التاريخ في الرواية، فجيش المسلمين وأنفسهم وأموالهم لا تعرَّض للأخطار والأهوال غضباً، ولا من أجل الحمية، ولا لإظهار الشجاعة، وإنما يكون القتال لغرض واحد أن تكون كلمة الله هي العليا، قال الله تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)} {الأنفال: ٣٩}. وقيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، وفي رواية: ويقاتل غضباً فمن في سبيل الله؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) متفق عليه.

• لو كان مجرد الغزو والفتح مثالاً يحتذا لكان يزيد -تجاوز الله عنا وعنه- ابن معاوية -رضي الله عنه- أولى منه باتخاذه قدوة، فهو من كبار

<<  <  ج: ص:  >  >>