وَلَنْ يُبَلِّغَها إِلاَّ عُذَافِرَةٌ … فيها على الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ
مِن كلِّ نَضَّاخَةٍ الذِّفْرَى إذا عَرِقتْ … عُرْضَتُها طَامِسُ الأعلامِ مَجْهُولُ
يَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرِدٍ لَهِقٍ … إذا تَوَقَّدَتِ الحُزَّانُ والمِيلُ
ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها … في خَلْقِها عن بَنَاتِ الفَحْلِ تَفْضِيلُ
حَرْفٌ أَخُوها أَبُوها مِن مُهَجَّنَةٍ … وعَمُّها خَالُها قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ
يَمْشِي القُرَادُ عليها ثم يُزْلِقُهُ … مِنها لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ
عَيْرانةٌ قُذِفَتْ في اللَّحْم عن عُرُضٍ … مِرْفَقُها عن بَنَاتِ الزَّوْرِ مَفْتولُ
كأنَّ ما فات عَيْنَيْها ومَذْبَحَها … مِن خَطْمِها ومِن اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ … في غارِزٍ لم تَخَوَّنْهُ الأَحَاليلُ
قَنْوَاءُ في حُرَّتَيْها لِلْبَصِيرِ بِهَا … عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تَخْدِي على يَسَرَاتٍ وهي لاحِقَةٌ … ذَوَابِلٌ وَقْعُهُنَّ الأرضَ تَحْلِيلُ
سُمْرُ العَجَاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَمًا … لم يَقِهِنَّ رُؤُوسَ الأَكْمِ تَنْعِيلُ
وما يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِمًا … كأنَّ ضَاحِيَهُ بالنَّارِ مَمْلُولُ
كأَنَّ أَوْبَ ذَرَاعَيْها وقد عَرِقتْ … وقدْ تَلَفَّعَ بالقَوْرِ العَسَاقِيلُ
وقالَ للقومِ حَادِيهمْ وقد جَعَلَتْ … وُرْقُ الجَنَادِبِ يَرْكُضْنِ الحصى: قِيْلُوا
أوب يدي فاقد شمطاء معولة … قامت فجاوبها نكد مثاكيل
نَوَّاحَةٌ رَخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ ليس لَهَا … لَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعونَ مَعْقُولُ
تَفْرِي اللَّبانَ بِكَفَّيْهَا وَمِدْرَعُهَا … مُشَقَّقٌ عَنْ تَرَاقِيها رَعَابِيلُ
يَسْعَى الوُشاةُ بِجَنْبيْها وقولُهُمُ … إِنَّك يا بنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتُولُ
وقال كلُّ خَلِيلٍ كنتُ آمُلُهُ … لا أُلْفِيَنَّكَ إِنِّي عنك مَشْغُولُ