ويسلم على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -انفراداً لا جماعة وأما ما يزعمه بعض الدجالين من أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحضر المجالس المشار إليها في السؤال فهو كلام باطل لا يقوم عليه دليل، بل الثابت أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد مات بنص القرآن الكريم قال الله تعالى:(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) سورة الزمر الآية ٣١. وقال الله تعالى:(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) سورة الرحمن الآيتان ٢٦ - ٢٧.
وقال الله تعالى:(وَمَا جَعَلْنَا لبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) سورة الأنبياء الآية ٣٤.
وقد اتفق العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم على أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد مات فعلاً ويدل على ذلك أن الصحابة رضي الله عنهم قاموا على غسل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وطلبت فاطمة بنت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بميراثه من أبي بكر خليفة المسلمين.
وخلاصة الأمر أن حياة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدنيوية قد انتهت بوفاته باتفاق أهل العلم ومن قال بخلاف ذلك فقوله باطل مردود ومن الثابت أن للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حياة برزخية في قبره لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى وقد ورد في الحديث عن أنس- رضي الله عنه - أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:(الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) رواه أبو يعلى والبزار والبيهقي وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم ٦٢١.
ولكن هذه الحياة لا يعلم كنهها إلا الله قال العلامة الألباني: [إن حياته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد وفاته مخالفة لحياته قبل الوفاة ذلك أن الحياة البرزخية غيب من الغيوب ولا يدري كنهها إلا الله سبحانه وتعالى ولكن من الثابت والمعلوم أنها تختلف عن الحياة الدنيوية ولا تخضع لقوانينها فالإنسان في الدنيا يأكل ويشرب ويتنفس ويتزوج ويتحرك ويتبرز ويمرض ويتكلم ولا أحد يستطيع أن يثبت أن أحداً بعد الموت حتى الأنبياء عليهم السلام وفي مقدمتهم نبينا محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تعرض له هذه الأمور بعد موته.
ومما يؤكد هذا أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يختلفون في مسائل