البخاري ومسلم واللفظ لمسلم. صحيح مسلم مع شرح النووي ١/ ٤٤٩ - ٤٥٠.
وقد رواه الإمام البخاري في باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب. صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري ١٤/ ١٩٧.
وشرحه الإمام النووي تحت عنوان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب. شرح النووي على صحيح مسلم ١/ ٤٤٦.
وقد جعل العلامة ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح أو وصف الجنة) باباً بعنوان فيمن يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب وذكر أوصافهم ص١٨٥.
وأما صفات هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم فهي المذكورة في الحديث:(لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون). وفي رواية في الصحيحين:(هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون).
وقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (لا يرقون ولا يسترقون) مأخوذ من الرقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة. والرقية الشرعية تكون بقراءة القرآن الكريم والأدعية المأثورة ونحوها لطلب الشفاء من المرض أو لدفع الضرر.
والرقية مشروعة عند أكثر أهل العلم بشروط. وقد ذكر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من خصائص الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم لا يرقون ولا يسترقون وفي هذا إشارة إلى عظيم توكلهم على الله سبحانه وتعالى فتركوا الرقى لأنفسهم ولغيرهم. فتركهم للرقى على جهة التوكل على الله تعالى والرضا بما يقضيه من قضاء وينزل به من بلاء وهذه أرفع درجات المحققين بالإيمان كما قال الإمام الخطابي. انظر المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ١/ ٤٦٤.
وقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (لا يكتوون) مأخوذ من الكي بالنار وهو أسلوب معروف في العلاج وهو مشروع وثابت في عدد من الأحاديث وصح عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال:(وما أحب أن أكتوي) رواه البخاري ومسلم.