قوله:" وأيقظ أهله " أي للصلاة وروى الترمذي ومحمد بن نصر من حديث زينب بنت أم سلمة " لم يكن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه " قال القرطبي: ذهب بعضهم إلى أن اعتزاله النساء كان بالاعتكاف وفيه نظر لقوله فيه: " وأيقظ أهله " فإنه يشعر بأنه كان معهم في البيت فلو كان معتكفاً لكان في المسجد ولم يكن معه أحد وفيه نظر فقد تقدم حديث ......
(اعتكفت مع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امرأة من أزواجه) وعلى تقدير أنه لم يعتكف أحد منهن فيحتمل أن يوقظهن من موضعه وأن يوقظهن عندما يدخل البيت لحاجته] فتح الباري ٤/ ٣٤٢.
وجاء في رواية عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:(كان رسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجدَّ وشد المئزر).
وفي رواية عند مسلم أيضاً عنها رضي الله عنها:(قالت كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره).
قال الإمام النووي: [قولها: (كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجدَّ وشدَّ المئزر) وفي رواية: (كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجتهد في العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيره)، اختلف العلماء في معنى شد المئزر فقيل: هو الاجتهاد في العبادات زيادة على عادته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غيره ومعناه التشمير في العبادات. يقال: شددت لهذا الأمر مئزري أي تشمرت له وتفرغت وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات وقولها: أحيا الليل أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها. وقولها: وأيقظ أهله أي أيقظهم للصلاة في الليل وجدَّ في العبادة زيادة على العادة] شرح النووي على صحيح مسلم ٣/ ٢٥٠.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: [إن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي وفي حديث أبي ذر أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين ذكر أنه دعا أهله ونساءه ليلة سبع وعشرين خاصة. وهذا يدل على أنه يتأكد إيقاظهم في آكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر وخرَّج الطبراني