من حديث علي أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة .......
قال سفيان الثوري: أَحبُ إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. وقد صح عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما:(ألا تقومان فتصليان). وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة ونضح الماء في وجهه. وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم: الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآية: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من وظائف ٣٤١ - ٣٤٢.
وذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي أن من هديه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الاغتسال بين أذان المغرب والعشاء في ليالي العشر فقال: [وقد تقدم من حديث عائشة: (واغتسل بين الأذانين) والمراد: أذان المغرب والعشاء. وروي من حديث علي أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يغتسل بين العشاءين كل ليلة يعني من العشر الأواخر وفي إسناده ضعف.
وروي عن حذيفة - رضي الله عنه - أنه قام مع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلة من رمضان فاغتسل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وستره حذيفه وبقيت فضلة فاغتسل بها حذيفه وستره النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. خرجه ابن أبي عاصم .......
وفي رواية أخرى عن حذيفه قال: قام النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات ليلة من رمضان في حجرة من جريد النخل فصب عليه دلواً من ماء. وقال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة. ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر فأمر زر بن حبيش بالاغتسال ليلة سبع وعشرين من رمضان. وروي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه إذا كان ليلة أربع وعشرين اغتسل وتطيب ولبس حلة إزاراً ورداءً فإذا أصبح طواهما فلم يلبسهما إلى مثلها من قابل.